في مثل هذه اليوم من عام 1971 غادر والدي الرائد سامي القاضي (انذاك) ورفيق دربه الشهيد النقيب صالح الخريشا مدير شرطه الرمثا والعم الرائد عبد الكريم العودات مدير استخبارات الرمثا في ذلك الوقت بجولة تفتيشيه على حدودنا الشمالية وتعرضوا لكمين من خارجين على القانون في سهل حوران ( وادي الشجرة ) ، ادت لاستشهاد العم صالح الخريشا وجرح والدي بثلاث اوسمة على جبهته الشريفه وقدمه الطاهره ، وذلك قبل يوم من استشهاد فارس الاردن الكبير وصفي التل .
اذكر ذلك وكانها الان ، العم المرحوم زيد الفواز الزعبي ونشامى الرمثا وحوران يدلفون الى بيتنا في الرمثا ، واخذوني معهم الى مستشفى الميدان الاول ( مستشفى الأمير راشد ) لرؤية والدي الجريح وعندما وصلنا وجدت اهل الحيزاء بني خالد وجدي واعمامي يفترشون المشفى يحملون السلاح ، للدفاع عن الوطن واستقراره ، رحم الله والدي والعم صالح وكل شهداء الاردن الاحرار . وفي ذات الليلة حضر المرحوم مريود التل شقيق البطل الشهيد وصفي رمز فرسان الاردن والعرب الاحرار ، وتحدث لوالدي ان دولة الرئيس طلب منه القيام بزيارة والدي ويقول له بالحرف الواحد على لسان وصفي : يا خال هذا وطنا ..وهذا قدرنا ..وسيبقى هذا الوطن شامخا عزيزا باهله وفرسانه ولا نامت أعين الجبناء ، وانه عندما يعود من القاهرة سيلتقي معه .
وفي اليوم التالي ، الذي كان يوما اسودا على كل الاحرار، يحمل الحقد والكراهية تجاه كل من يعمل لتحرير فلسطين ، فتم إطلاق رصاصات من خونة وعملاء ومرتزقة ، لقتل حلم التحرير والحرية والفروسية التي يحملها الشهيد البطل وصفي التل
ولتفتح بعدها كل طرق التنازلات والانهزامية وتصفية القضية الفلسطينية وخلق الانقسامات وزرع بذور الفتنة .
رحم الله وصفي التل الذي أكد بأن المواطن الذي يعيش في أمن حقيقي، هو وحده الذي يعرف كيف يموت بشجاعة في سبيل بلده.
وصفي الذي استشهد كونه مؤمن بأنه لا يمكن تحرير فلسطين الا بالقوة ، وذلك من خلال إعداد قوة عربية مشتركة ، فحمل خطته العربية المجيدة إلى اجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهرة، ولكن التآمر ويد الغدر كانتا بانتظاره على مدخل فندق الشيراتون في القاهرة، فسقط حلم خطة التحرير الذي يحمله بيدية ليمتزج ودم الشهيد، وبهذا الفعل الإجرامي اغتال الخونة قضية فلسطين المقدسة، قبل أن يغتالوا بطلنا وصفي التل .
رحم الله الأجداد والاباء المجاهدين و المخلصين وحمى الله الاردن ارض الكرامة والكبرياء .