الجفر في اللغة : البئر الواسعة التي لم تطو او التي طوي بعضها ولم يطو البعض الاخر ؛ والجفرة ؛ سعة في الارض مستديرة ، وقيل الجفر صغير الماعز حينما يبلغ عمره اربعة اشهر او حينما يجذع .
الجفر منخفض شبه دائري يبلغ قطره ١٠٠ كلم وفي منتصف المنخفض يوجد قاع الجفر تبلغ مساحته الاجمالية ٢٤٠ كلم ، تمتد حدوده غربا الى سكة الحديد الحجازي وشرقا الى الحدود السعودية وشمالا مرتفعات ام رجام وجنوبا جبال شويحات ومنطقتا كبد وبطن الغول ؛ لطالما كان ممرا للقوافل النبطية والبيزنطية والرومانية الى شمال جزيرة العرب ، ولطالما سلكته قوافل حجيج الشام في الزمن المملوكي ، وهمزة الوصل بين الشام ومصر لفرسان صلاح صلاح الدين الايوبي وممرا لطوران شاه الايوبي .
النقوش الثمودية الحسمائية التبوكية والنقوش العباسية الكوفية تعج بالمكان على الحجارة الرملية المنتشرة فى وادي الغرة احد تفرعات وادي السرحان شرقي الجفر .
الاودية الموسمية تحيط الجفر من كل الجهات ؛مثل الدعجانية وابو صفاة والعويند وعقيقة وابوعمود وابو طرفاه والشومري وحدرج :
" مع طلوع سهيل للمسرى دعاني ضوح برّاق المزون العقربيه
ارعدت وامطر مطرها الريهجاني حطت الماء من مراهش ثرويّه
سالت الشعبان وفروع المثاني والسحايب وبلها حلب برديه
يجتلد فوق الوطا جلد السواني غيث خير وقدرة المولى قويه
اقتلب وجه البلاد بثوب ثاني لبست الثوب الربيعي بضحويه " .
هنا كان عودة ابو تايه فاتح العقبة واول بشائر الحمى لثورة العرب الكبرى ؛ قال عنه لورنس صاحب اعمدة الحكمة :" ان عودة افضل رجل في جزيرة العرب يمكن ان يكون الى حانبك في معركة ، بل انك تكون مقداما بعيد الهمة اذا استطعت ان تجاريه طويلا ، انه فسيفساء ذات رونق كيشوتي وعندما يموت فان العصور الوسطى للصحراء تكون قد بلغت نهايتها " ، وقارن لويل توماس كرم عودة بكرم الانجليزي بروبن هود ، وقالوا عنه بانه كريم لا يجارى حتى الحق به كرمه الفقر ، عودة عقيد القوم " الذي ضرب بعيدا في الشمال حتى جاس اطراف حلب واجزاء من العراق وكان يعود دائما ظافرا غانما" ، قال عن نفسه ؛ في جسدي اثنان وعشرون جرحا ، اعزها علي الجروح الاخيرة لانها كانت من اجل العرب ، ولن ابخل على امتي وقومي بما تبقى من سليم في جسدي ، والله على ما اقول شهيد الى يوم الدين .
" قو الديار وقو مبناك يا بيت اخو عليا حلي الوصوفي
اقعد على فرش "ن" اليما تساويت الله يجيبك يا ربيع الضيوفي " .