يستذكر الأردنيون في الأول من أذار من كل عام وبكل معاني العزة والاقتدار القرار التاريخي الشجاع من قائد شجاع ذو قدرة عالية على تحليل الواقع واستشراف المستقبل والحرص على متانة بناء الدولة ورد العاديات عنها وصون مستقبلها كبناء راسخ في الجسم العربي الواحد . فقد قرر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه باعفاء قائد الجيش الجنرال البريطاني غلوب باشا من منصبه إضافة الى اعفاء كافة الضباط الانجليز من مهامهم التي منحت لهم في اتفاقية عام 1946 عام استقلال المملكة الأردنية الهاشمية والتي بموجبها يسيطر الضباط البريطانيون على المناصب العليا في الجيش . ومنذ الأول من اذار 1956 عرب جلالة المغفور له الحسين بن طلال الجيش وتسلم الضباط الأردنيون كافة مناصب الجيش العربي .
ولم يكن الحسين آنذاك يتجاوز الحادية والعشرين من العمر حيث تلمس في ذلك الوقت العصيب في مواجهة الامة مع الكيان الإسرائيلي حاجة الجيش الحيوية الى قيادة وطنية وكان في ذلك أعلاء لمصلحة الامة وما رافق هذا القرار الشجاع من خطر لان موازنة الدولة كانت تعتمد اعتمادا كبيرا على المساعدة التي كانت تقدمها بريطانيا والتي اغضبها هذا القرار المفاجئ حتى لرئيس حكومتنا ولكن اول ما نتج عن هذا القرار على المستوى العربي صدور بیان اردني سوري مشترك وإقرار اتفاقية تعاون عسكري كما أرسلت المملكة العربي السعودية مساعدة مالية وبذلك كانت هذه من اهم خطوات التعاون العربي المشترك .
كان لقرار تعريب الجيش أهمية بالغة على سيادة الجيش اذ اعتبر بمثابة حجر الأساس لتولي زمام الأمور العسكرية , وبدأ تحرر الجيش من التبعية البريطانية كما أعاد القرار للجيش والأمة هيبتهم وحقهم في تقرير مصيرهم . وخلق القرار منذ ذلك الوقت قادة عسكريين من أبناء الوطن المخلصين وتقلدهم المناصب العليا في الجيش . وبذلك تم بناء مؤسسة عسكرية حديثة محترفة امتازت بالانضباط والمساهمة في تنمية الوطن والاهم ان الأردن استطاع ان يبسط سيادته السياسية على جميع ارجاء الوطن .
حمى الله الأردن وقيادته وشعبه المخلص وحفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين وجنبهم كل مكروه وكل عام والوطن الغالي وقادته وشعبه بكل خير .