ما أن يأتي 21/ اذار وهو يوم عيد الأم، تذكرنا الإذاعات بتنوعاتها وكذا محطات التلفاز بأغاني عيد الأم، تمشي بين أزقة الحارة وتسمع من تلك الشبابيك «ست الحبايب يا حبيبة «يأتيك صوت فايزة أحمد كنهر حنان تلامس شغاف القلب، وتتذكر قصة كاتبها حسين السيد فى بداية الستينيات من القرن الماضي. وفي عيد الأم فى مصر ذهب الشاعر الغنائي الكبير «حسين السيد» فى زيارة إلى أمه في ليلة عيد الأم وكانت تسكن فى أحد الأحياء الشعبية في الطابق الـ 6 وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه بهذه المناسبة، وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلما وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه فى عيد الأم، وقد كتب ما يلي وبشكل تلقائي بدون مسودة مبدئية «ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحي ودمي يا حنينه وكلك طيبة يا رب يخليك يا أمي ست الحبايب يا حبيبة، أنام وتسهري وتباتي تفكري وتصحى من الآذان وتقومي تشقري يا رب يخليك يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة يا حبيبة».
ثم طرق حسين السيد باب الشقة وفتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ففرحت بها جدا ووعدها على الفور بأنها سوف تسمعها فى اليوم التالى فى الإذاعة المصرية بصوت غنائى جميل وقال السيد هذا بشكل عفوى دون أن يعرف كيف سيفى بهذا الوعد. ثم اتصل حسين السيد على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وأعطاه كلمات الأغنية على التليفون فأعجب عبد الوهاب كثيرا بكلمات الأغنية، لأنه كان يحب أمه كثيرا فقام بتلحينها فى بضع دقائق ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر عنده وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها، وفى صباح اليوم التالى 21 مارس ذكرى عيد الأم غناها فى البداية محمد عبد الوهاب على العود فقط ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها فى الإذاعة بالتوزيع الموسيقى، وبذلك أوفى حسين السيد وعده لوالدته، .وكذلك لا ننسى رائعة سعيد عقل وبلحن الرحابنة وغناء فيروز أمي يا ملاكي يا حبي الباقي للأبد فلا تزل يداك أرجوحتي ولم أزل ولد، وكذل الفنان دريد لحام برائعته التي شدا بها في مسلسل ملح وسكر حين احتفل وهو بالسجن بعيد الأم حيث غناها والدموع تنهمر من عينيه يا مو يا ست الحبايب يامو»./وكذلك أبدع الشاعر محمود درويش برائعته أحن لخبز أمي وقهوة أمي والتي غناها الفنان مارسيل خليفة التي ابدع في ادائها والتي تقول كلماتها: («أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي.. ـ ولمسة أمي .. ـ وتكبُر في الطفولة ـ يوماً على صدر يومي ـ وأعشق عمري لأني ـ إذا مت، أخجل من دمع أمي،). ومن الأغاني العراقية الجميلة الدافئة والتي بها حنو وشجن، رائعة وحيدة خليل ليا يحفظك ربي يا يما مثلك بالقلب والروح أضمه عليا أشكد تعبتي ضيم وهجر شلتي يا حبيبة يا يما يا حنينة يا يما، وكذلك نجد من المطربين الحاليين من تغنى بالام مثل المطرب سعدون جابر الذي غنى» امي يا أم الوفا»وكذلك اغنية أم الحبيبة أمي الحنون.