•جلالتـه يـمـارس القفـز الحُـر بالمظلاّت ويقوم بتنفيذ الدورات بنفسه.
•شارك بعملية مداهمة لخلية إرهابية مُخاطرأ بنفسه لحماية أمن الوطن.
إعداد: عمر العرموطي
يقول السفير السابق اللواء الركن المتقاعد حمود القطارنة: كان يوماً طيباً ومباركاً ذلـك اليـوم الذي أطلّ به الأب الحاني المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه على شعبه مُبشّراً بمولد مولود ذكر أسماه على اسم جده شهيد الأقصى عبد الله الأول مُخاطباً شعبه الكريم وهذا عبد الله نذرته لأمته وشعبه.
وقـد أوفـى عبـد الله بالنذر حـيـث كان في طفولتـه مثالاً لحـدّة الذكاء وسـرعة البديهة خلال مراحل دراسته الإبتدائية والثانوية وعند التحاقه بكلية - سـاند هيرست - البريطانية والتي هي من أرقى المعاهد العسكرية بالعالم التي تخرّج منها القائد الفذ الحسين العظيم طيب الله ثراه...
ولقد كان هذا الشـبل ابن ذاك الأسد حيث تخرّج سمو الأمير عبـد الله آنـذاك بتميّز فـاق بـه أقرانه مـن الضباط الإنجليـز والضباط الأجانب وتخرّج برتبة ملازم ثانٍ.
إلتحاق جلالته بالجيش العربي
وقد التحق الأمير المحبوب بحيويته اللاّفتة للنظر بأخوة السلاح بوحدات الدروع الملكية كقائد فصيل مدرع مؤلف من أربع دبابات وقد أبدى كفاءة عالية باستيعاب دروس المدفعية والصيانة والإشارة وقاد فصيله بروح جماعية ومحبة لأفراد الفصيل الذين ما زالوا يتغنّون بها حتى الآن... وتدرّج سموه من قيادة فصيـل دبابات إلى قائد سـرية دبابات 14 دبابة إلى مساعد قائد كتيبة دبابات إلى قائد كتيبة دبابات...
وكان سموه آنذاك مثالاً للضبط والربط العسكري والغيرة على الوحدة والعمل بروح الجماعة... وتخلل هذه الفترة زيارات لمعظم وحدات القوات المسلحة ومدرسة الدروع ومديرية الدروع.
وخرج سموه بجولات عديدة للتعرف على واجهات الفرق العسكرية، وكان لي شرف مرافقتـه في بعضها وناقشـنا الخطط على المحاور المختلفة، وكان من الملاحظ إن سموه آنذاك كان يطبق كل ما تعلمه بدراسته العسكرية بالدورات المختلفة بكل حنكة واحتراف حيث كان سـموه يناقش أصحاب الإختصاص باختصاصاتهم وكان مشغولاً جداً بتطوير القوات المسلحة ومتابعة أحدث الصناعات العسكرية بالعالم من أسلحة ومدرعـات موجهاً وحاثاً على التصنيع العسكري بالأردن.... وكان لي الشـرف عندما كنـت مديـراً للدروع بـأن التقيت سموه وتبادلنا الأفكار حول التطويـر للأفضل، وكان سموه يزور مدرسـة الدروع باستمرار مناقشـاً ومستفسـراً عن كل صغيرة وكبيرة فـي فن الإستخدام، وكان يكثر من زياراتـه إلى مديرية الدروع لمناقشة المعطيات لاستخدام الدرع والكفاءة الفنية للمعدات.
وكان سـموه يتابع محاضرات مدير الدروع اللواء الركن حمود القطارنة حول تطوير السلاح المدرع، ويناقش في مختلف مجالات النقاش لا سيما المحاضرات التي كان يتـم إلقاؤها في كليـة الأركان الملكية الأردنية، وكان يناقش مديـر الدروع بكل أوراق العمل التي كنا نرفعها للقيادة العامة مستنيرين ببصيرته الثاقبة واطلاعه الواسع على كل ما أُنتج في العالم... وكان سـموه قد أنهى دورة المظليين والصاعقة قبل أن يُنهـي الجانب الفني والتكتيكي بالوحدات المدرعة، فانتقل بكل حيويته ليعايش القوات الخاصة مُتدرباً ومُدرباً وقائداً حتى أنه كان يقوم بتقفيز دورات المظليين من الطائرات بنفسه، وكان يمارس القفز الحُر ليلاً ونهاراً.
ونظـرأ لما للعمليات الخاصة والقوات الخاصة من قدرات عالية فكرية وجسـدية إستمر بهذه الوحدات وشارك بعملية مُداهمة لوكر بعض الإرهابيين شخصياً مخاطراً بنفسـه مع زملائه من أجل تحقيق الهدف السامي والحفاظ على أمن هذا الحمى الطاهر، والذي طالما ضحّى بنو هاشم الغُر الميامين بأرواحهم فداء له... وقد تكلّلت العملية بالنجاح والحمد لله.
وتدرّج سموه في المناصب العسكرية حتى أصبح قائداً للعمليات الخاصة علماً بأن العمل العسكري لم يقف في طريق التصاقه بالأب الحاني والقائد الفذ المحنك الحسين بن طلال رحمه الله حيث كان في كثير من الأحيان ما يكون نائب جلالته أثناء غيابه خارج الوطن أو رفيقه أو رسـوله إلى جميع قادة العالم حيث إن سموه آنذاك أصبـح معروفـاً في كل دول العالم قبل أن يُتوّج ملكاً... كيف لا وهو ابن ملك ثاقب النظرة يقرأ المستقبل كما شهد له القاصي والداني.
تواضع وعلاقة حميمة مع رفاق السلاح
لقد عاش جلالة الملك عبد الله الثاني، سمو الأمير آنذاك الحياة العسكرية - حياة الـدروع - حيـث أنـه كان يتناول وجبـات الغداء مع فصيلـه ويقوم بإجـراءات التدريب والتفتيش على الفصيل وممارسة الصيانة بيده مع أفراد الفصيل ومع إعداد دبابته كواحـد منهـم... وكان لا يقبـل أن يُميّز نفسـه عن رفاق السـلاح كما أن سـموه كان يتناول طعامـه في نوادي الضباط مـع زملائه وفي أحيان أخرى كان يتناول سـموه الطعام مع الأفراد... وفي أثناء التمارين والمناورات كان سموه يجلس بجانب دبابته ليحتسـي الشـاي ويأكل من طعام ضباط وأفراد الدروع وخاصة الأكلة المشهورة - قُلاّية البندورة .
لقـد كان جلالتـه صدراً مفتوحاً لجميـع الأفراد والضباط الذيـن زاملهم طيلة فترة جنديتـه، وهو يتصـف وما يزال بالوفاء والذاكرة الحادة حيث مـا زال جلالته حفظه الله ينادي العديد منهم بالإسـم.. وكان كثيراً ما يشـارك زملاء السلاح أفراحهم وأتراحهم ويزورهم في بيوتهم.
اعداد عمر العرموطي....موسوعة عمان إيام زمان الجزء الأول ...