نيروز الإخبارية : تشبهنا نجلاء. لا خير كامل فينا ولا شر كامل، كما أن ما يفرض علينا في رحلة حياتنا من معاناة ليس بالضرورة أن يكون من صنع أيدينا. قد نرثه!
وهي، ابنة مهرب الذهب بين «مومباي» والكويت، في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، كما تشير أحداث مسلسل «محمد علي رود» (محمد أنور محمد، جاسم المهنا) تعلّمت جيداً كيف تدافع عن نفسها تجاه تنمّر مجتمع منغلق، تثرثر في داخل «ديرته» السيدات، ولا يقتنع رجل فيه بسلطة امرأة في السوق.
وهي، الممتدة جيناتها، بحسب أحداث المسلسل، إلى الهند، تعرف أن تتكلم لغة «أهل مومباي» جيداً، وتعرف أيضاً مكمن غصص ألمها، الذي تحوّله في مرات كثيرة إلى عدائية، وفي مرات قليلة إلى ضعف وانكسار.
بثينة الرئيسي، العمانية التي درست وأنجزت ما يفيض عن 60 عملاً تلفزيونياً ومسرحياً، في مسيرة لا تتجاوز 15 عاماً، وجدت ملاذاً نادراً في النصوص المتماسكة للكاتب محمد أنور محمد، التي تنكش في سياقات تاريخية غير تقليدية في الدراما الخليجية.
تكرار التجربة
وهي إذ تكرر التجربة في دراما من نسيجه بعد «الناموس» والجزء الأول من «محمد علي رود» لا تفوّت مناسبة لكي تشيد خلالها بـ«حلاوة القصة والسيناريو».
وفي القصة عمة شرسة، ورجال عادوا لينتقموا، ونساء يتداولن بالسحر والعوالم الخفيّة، وتجار يبحثون عن كنز، وأزواج عاجزون، وبنات تعلمن فن السرقة في عمر الطفولة، وشبان يافعون كل ما يطمحون إليه داخل أسوار «الديرة» أن يستمعوا إلى كلمة «أحبك» ممن يهوون.. هي إذاً طبقات متداخلة من الحفر الاجتماعي والتاريخي في حقبة مهمة من تاريخ الكويت والخليج، وتداخله مع ثقافات ما وراء الأشرعة المفرودة على رحلات الغوص والتجارة والمغامرة.
هل هي مغامرة أن تلجأ من رقصت ذات يوم «ذبيحة الألم» في «الديرفة» (علياء الكاظمي، مناف عبدال 2019) إلى اختيار شخصية مركبة قد يكرهها الجمهور، على عيّنة نجلاء؟: «أعشق هذه الشخصيات التي تعيش صراعات داخلية تبدلها طوال الوقت، فلا تكون على استقرار ولا سوية ولا ترتاح»، تصّرح الرئيسي في إحدى لقاءاتها الإعلامية.
خبرات عالمية
وسط تجهيز إنتاجي غير مسبوق، وخبرات عالمية أسندت إليها مهام إدارة التصوير، ووسط كوكبة من أبرز نجوم الشاشة الكويتية والخليجية لم يجمعها عمل واحد منذ أكثر من ثلاثة عقود، يمضي بنا «محمد علي رود» إلى عالم منوعة شخصياته، واضحة معالمها، منسجمة مواقفها مع سيكولوجيتها، فتكون الخلاصة دراما تحترم عقل الجمهور الواعي والمدرب. ووسط هذا الوسط، تكشف نجلاء عن وجهها المغطى بنسيج أسود شفيف، وتهدد نساء الحي تارة ورجال السوق تارة أخرى.. بانتظار من يسكّن بركان ألمها الداخلي!