يتميز استقلال المملكة الاردنية الهاشمية بانه انتقل عبر مراحل سياسية واستحقاقات تابعها المغفور له الملك عبدالله الاول على مدى 23 عاما بدءا من سنة 1923 الى عام 1946م .
منذ تأسيس الدولة بتشكيل اول حكومة في 11 نيسان ، والاردن يتطلع اى حياة ديمقراطية يصونها دستور عصري والى سيادة القرار الاردني المستقل . ولكن كانت هناك عثرات مقيدة يفرضها الانتداب الذي هو في الاساس شكل من اشكال الاستعمار .
صورة الدولة المستقلة هي الهدف الاسمى ، وكان لا بد من ديبلوماسة ثابتة ودؤوبة لبلوغ هذه المرحلة .
فالتزم الاردن ببنود معاهدة 1928 مع بريطانيا وادى دوره كاملا في الحرب العالمية الثانية ، وقبلها كان سندا لبريطانيا خلال فترة الانتداب بالمساعدة في ادارة فلسطين .
ولكن انتهز الاردن الحرب العالمية الثانية وقدم اول مذكرة للحكومة البريطانية يطلب فيها الاستقلال بتاريخ 6 كانون الثاني عام 1942 ، وفحواها ان الوقت قد حان لتبر بريطانيا بعهودها لمنح الاردن الاستقلال ،وكان الرد البريطاني يطلب التريث للانشغال في الحرب ،
واعاد الاردن توجيه مذكرة الى حكومة بريطانيا بتاريخ 4 تشرين الثاني 1943 مؤكدا على الوعود البريطانية وأن الاردن عليه ان يحصل على استقلاله وان يحقق الوحدة مع اجزاء سوريا الطبيعية ، ولم يأتي أي جواب فكانت المذكرة الثالثة بلهجة شديدة بتاريخ الثاني من شباط 1944 جاء فيها : ان جكومة شرق الاردن ليؤلمها أن لا يتلقى اي جواب على مذكرته الاخيرة . الى ان بعث الاردن اخر مذكرة في 27 حزيران 1945 وجاء الرد بأن المستر بيفن وزير الخارجية البريطانية سيعلن منح الاردن الاستقلال على منبر الامم المتحدة .
فكان يوم 17 كانون الثاني 1946 يوم فرح اردني بان قال المستر بيفن في الامم المتحدة ما نصه : "
"تعترف الحكومة البريطانية بتطور شرقي الأردن تطوراً جعلها أهلا للاستقلال التام ورفع الانتداب عنها، وان حكومة جلالته ستتخذ الخطوات السريعة بالاعتراف بشرقي الأردن دولة مستقلة ذات سيادة".
وهنا نقرأ في التاريخ الاول لمنح الاردن الاستقلال وكانت الفترة من هذا التاريخ حتى يوم الاعلان الرسمي في 25 ايار 1946 هي فترة اعداد لاحتفال الاستقلال الرئيسي وتعديل القانون الاساسي وصياغة دستور الدولة .
يوم 25 أيار 1946 يوم تشابه علينا مع يوم الاستقلال الاول في 23 ايار 1923 ، ليكون الاستقلال هو ناجزا نبني عليه ونستذكر الرجال الذين بنوا وضحوا في سبيل الوطن .
وجلالة الملك عبدالله الثاني يدعو لان تكون مناسبة الاستقلال دائما هي مراجعة للانجاز وتقدير لرجال الاستقلال الاوائل وان نستمر في البناء على المنجزات والمكاسب لان نبني الاردن العظيم والنموذج وجلالة الملك عبدالله الثاني يقول : :" الاستقلال هو مسيرة من الانجازات الوطنية التي تعزز مفهوم السيادة الشاملة وحرية الارادة واتخاذ القرار الوطني الجرئ "
وسنبقى نعيش حالة الاستقلال ليستمر العطاء ورفعة الوطن السامي .