مشاركة من المصاب العسكري سلامه العمرو بمناسبة عيد الاستقلال بعنوان (في يوم الاستقلال)
في الخامس والعشرين من أيار يرسم الأردنيون لوحة من الفخار والعز والمجد والأِباء، ذلك التاريخ الذي يحمل بين طياته أجمل ذكريات الماضي التي تهب نسماتها المعطرة على سماء الوطن، التاريخ الذي بدأت فيه حكاية الأردن الحديث؛ حيث تخلص من العبودية والاستعمار لينعم بفضلٍ من الله، وحكمة الأوائل من بنو هاشم الأطهار ومعهم أحرار الأمة بشمس الحرية والمنَعة.
في الخامس والعشرين ,,تدثر الأردن بعباءة الاستقلال التي صاغ حروفها الأولى أشخاص نذروا أنفسهم ومالهم في سبيل رفعة وتقدم ونماء وطنهم، ليقينهم بأن الوطن هو من يعطي ولا ينتظر من أحد رد الجميل، يعطي بلا حدود، وبدون أن يمُن على أحد، فذلك ليس من شِيَمه البتة.
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام يزدهي الأردن بثوب قشيب تزينه عبارات الحب والولاء والانتماء للوطن وللقيادة الهاشمية، فعيد الأستقلال ليس فرحة للأردنيين وحسب، بل كان فرحة لكل العرب الأحرار ، ذلك أنه شكل إنعطافاً في تاريخ المنطقة بصورة عامة.
في يوم الإستقلال، نُعلِي هاماتنا، ونشِّرف الرؤوس بإلباسها تاج العز والفخار، ونبعث في النفس إرقى وأجمل مشاعر الكبرياء، ونسطر على أرضه الطهور عبارات الفداء، وكان الاستقلال أجمل حكاية وإنموذجاً للنجاح والتميز برغم شح الموارد وقلة الإمكانيات وضيق المساحة إلا أن الاستثمار الحقيقي كان بالإنسان المؤمن الواعي، فكان الاستثمار الناجح بفضل الله ومنةٍ منه.
في ذكرى الاستقلال نفاخر الدنيا بذكرى الاستقلال، فهنيئاً لنا يا وطني، وهنيئاً لك بأبنائك أصحاب الهامات العالية التي ما إنحنت إلا لبارئها، وما وهنت وما ذلت لأي حادثة ألمَّت بها، ففي الاستقلال عَلَى البنيان وإرتفع حتى طاول السماء، وكان بحجم همة أبناء الوطن وعزمهم.