يسمّون قراءة الفنجان والكفّ "قراءة الطالع".. ولعل أقرب سبب هو "اللي يطلعلك" في الفنجان أو الكف من علم الغيب الكاذب.. لذا؛ ظللتُ طوال عمري أقرأ "النازل" لأن الطالع طالع والكل يريده؛ أمّا النازل فلا يلتفت إليه الكثيرون..!
يا سادة يا عبيد: في قراءة النازل تعرف حجم ما نزل عليك .. تعرف تفاصيلك.. ماذا تريد من طالعٍ لا يأتي والنازل عليك أكثر من كلّ طوالع الدنيا..؟! النازل هو فواتيرك التي تسلخ جلدك وعظمك.. النازل نشرات أخبار أنت لست خبرا فيها.. النازل محمد رمضان يحتل بتفاهته فنون العقبة.. النازل أسعار فوقيّة لا تتوالف مع ربّاط حذائك إن كان له ربّاط ولا تجعلك تمشي مستقيمًا إذا كنت حافي القدمين.. النازل أولادك الذين أحضرتهم للحياة بلحظات نزواتك .. النازل صراخ زوجتك وهي تشعرك بأن رجولتك المنزلية لم تعد كما كانت لأنك لم تستطع أن ترحّلها إلى إسطنبول..! النازل حكومات عربية لا تملك من علوم الاقناع إلّا حلفانها للأيمان بأنها تريد سعادتك وكلّما صدّقتها ازددت شقاء..! النازل هو النازل..!
أنصحكم بقراءة النازل من اليوم وطالع لعلّ الطالع من فناجين عمرنا ومن أكفّنا يحترم نفسه قليلًا وينزل علينا بالحلقة الأخيرة فقد مللنا الإعلانات ..!