تختلط الأفكار مابين السياسية والقوة والإحباط والتراخي في تمعني بصور نانسي بلوسي المرأة الجبارة شئت ذلك ام أبيت. تقفز لخاطري حالة جدتي ونساء عائلتي وأمهات صديقاتي وهن كلما جلست مع واحدة منهن بدأت تشكو لي وجع المفاصل وما تيسر مما تسمع من أمراض مرادفات :آه خلص هو أحنا بدنا نأخذ دورنا ودور غيرنا.
لقد مرت سنوات ونحن نزود جدتي بحبات الأسبرين على أساس أنها حبوب وصفها الطبيب لركبيتيها، والمفارقة ما أن يخلص شريط الأسبرين حتى تقوم قيامتها علما أن بقوة عشرين حصان فعليا، فما أن تحس بغنم دقت بطرف الكرم حتى تنهض تربع ربعا، وكأن وهم العجز حالة عرضية ليس إلا.
كذلك اقرأ احيانا من يلطم وهو بعمر النبوة، وقد ينشر صورته قبل تزيين لحيته التي يفترض زادها الشيب هيبة ليكتب تحتها "لقد هرمنا" على اعتبار أنه انقضى عهده وولت قواه وصار على أعتاب حفر قبره وتحضير كفنه لدرجة أشعر عن بعد بكآبة اعاف معها مشط شعري... إنها مرحلة تتماطر الألقاب على رأسك، الختيار، الشايب، العجوز، الحجي - ليس بالطبع بالمعنى الديني -الستيني، السبعيني، وهكذا دواليك بما تفتحت به قريحة اللغة...
بالأمس أثارت نانسي بلوسي العالم بتحديها وهي بعمر جدتي وحطت طائرتها مطرح ما تريد وشغلت القاصي َالداني وانطلقت الكتابات الشاتمة، معلش مسموح الشتم في السياسية وخاصة بعدو ولكن تزامن شتمها بوصفها عجوز فبانت نواجذي لأننتي أنا العجوز وليس هي، فالعجوز الذي لا حول له ولاقوة، المنكفئ على نفسه في داره يبكي زمانه المدبر،ينتظر ما تفعل الأيام به، وليس الذي يظل بحيوته قابضا زمام أمره، يعمل ويقرر َيتحدى حتى النفس الأخير.
ما ذكرته أعلاه ليس دفاعا عن نانسي ولا يعقل ذلك مني، لكن هؤلاء الغرب يبهروننا في فهمهم لمعنى استمرار الحياة والجهد و المهاجمة والوثوب وكأن العمر للتو يبدأ في كل لحظة يعيشونها...إنها إرادة القوة مدعمة بقوة الإرادة.
لوكنت مستشارة لنانسي لشجعتها على تحدي الصين وامتطاء طائرتها لعل مواجهة تقع بينهم لأنها من وجهة نظري لن تكون في صالح أمريكا واحلافها إطلاقا، صحيح أننا قد نكون من ضمن ساحات تصفية الحسابات ولكن ما الجديد في ذلك إلا اللهم تغير الموازين الدولية، قد يصب ذلك في مصلحتنا ولو بشكل بسيط،.... وعلى رأي المثل "اتصاقلت البغال من حظ المكازي".. أو "يكسر بعير عشان عشا وواي"...!!!