مناهجنا هي بوصلة ارشادية للطالب ، وفيها من التنوع الثقافي المتسق مع متطلبات العمل وخدمة المجتمع وبناء الشخصية ، وقد أحسنت وزارة التربية والتعليم بإعادة تدريس كتاب الفلسفة ، ولا نعرف هل سيكون ذلك الكتاب ذو الغلاف الزهري تقريبا في مدخل الى الفلسفة ؟ وفيه مواضيع تبحث في التفكير والمنطق والاستنتاج مع النظريات الفلسفية المختلفة ، وهذا الموضوع كان يشكل تحديا لقدرات الطالب الفكرية .
واذا كان الامر كذلك فنتطلع الى اعادة كتاب القضية الفلسطينية الذي ابتدأ تدريسه عام 1976 ثم توقف تدريسه بعد اتفاقية السلام عام 1994 ، لمؤلفه معالي وزير التربية الاسبق ذوقان الهنداوي .
في منظور التقييم الحالي لكتب التاريخ فيما يختص القضية الفلسطينية فهو كتاب نوعي في موضوعاته ، شامل لكل مفاصل القضية الفلسطينية و لا يحمل في طياته مفاهيم الكراهية أوالتحريض ، بل الدعوة لأن تبقى القضية في الوجدان والضمير ، وهو كتاب حق وحقيقة يرسم خارطة الماضي العميق ليصل الى المستقبل الحاضر داعيا الى الاستعداد الدائم وايجاد حالة من الوعي ، والكتاب كان ضمن منهاج الصف الثالث الثانوي في سنتهم الدراسية المدرسية الاخيرة قبل أن يلتحقوا في الجامعات وسوق العمل ، وتبقى آخر المعلومات في أذهانهم .
القضية الفلسطينية لا زالت ، طالما بدون حل عادل هي قضية وطنية اردنية ولا يمكن أبدا التغاضي عن التعريف بها دوما ، وهذا لا يتعارض ابدا مع أي اتفاقيات ، واذا كنا نريد المعاملة بالمثل فنحن ندرك تماما ان مستوى التدريس وتعزيز العنصرية عند الجانب الاخر لم يحدث أي تغيير عليه ، بل قد ازداد بنسبة ملحوظة خاصة في ظل الاحداث ما بعد انتفاضة عام 2000 والى الان .
تاريخ القضية الفلسطينية في كتاب المرحوم الهنداوي يتناول مفردات القضية الفلسطينية باسلوب بسيط ولكن يحقق فهما عميقا ، ومن قراءتي للكتاب فلا يوجد ما يشير الى اية عدوانية ، ولكنه سجل تثقيقي توعوي في القضية الفلسطينية فيه تاريخ وجغرافيا فلسطين ، وتوثيق لكل اللجان الدولية لوضع تصورات للحل ، وأن العائق الوحيد أمام تحقيق التسوية هو وضوح الحق العربي ورفض المساومة على الحق المبين ,ويمكن اضافة مادة عصرية تتفق مع الاحداث الاخيرة .
وفي دراسة الفلسفة ونظرياتها المختلفة وتطبيق منهج المنطق يمكن اخذ القضية الفلسطينية كنموذج يبحث عن معادلة فلسفية تصل الى توصية منطقية للحل .
الكتاب هو مرجع تاريخي توثيقي معاصر في طرحه لقضية مضى عليها حوالى 75 عاما ، وإن كان البدء قبل ذلك بثلاثين سنة ، لكن هل هي سياسة معقولة بفصل طلبتنا عن قضيتهم ؟ ما هي المصادر التي يمكن أن تعوضهم عن ذلك ؟ وهل يدرك البعض ان ثقافة التطرف والعنف على الاغلب ستكون هي البديلة ؟ وهل ما يرضي السياسة يمكنه ان يرضي الضمير ؟
هذه دعوة علمية لأن نعيد كتاب القضية الفلسطينية للتدريس لطلبة ندرك اردنيتهم ومحبتهم لوطنهم ، ولكن من الواجب ان يعرفوا فصلا من تاريخهم ، وربط الطالب علميا بحلقات الاخبار والتواصل قبل ان ينجح غيرنا في الاستحواذ على عقليتهم ووفائهم .