قبل فترة ليست ببعيدة طالعنا خبر مفاده قيام زوجة بإحراق زوجها صباحا، الجريمة العائلية - الأزواج والأولاد - بشكل عام ظاهرة جديدة وطارئة بصورتها على المجتمع الأردني، وقد بدأت تأخذ مكانة متقدمة بين باقي الجرائم المتنوعة التي باتت تقع بتسارع فوق طاقة تحمل المجتمع لها.
رغم محاولة التبصر عبر الإطلاع على مقالات وكتب مختصة في تشخيص الجرائم ودوافعها و أسبابها المباشرة وغير المباشرة إلا إن تلك الجريمة شغلتني بعض الشيء فرحت أخمن كيف ولماذا حدثت ؟! تخيلت ملامح العائلة، بيتهم وحياتهم ومطبخهم، منهنة الزوج الذي استيقظ باكرا، سائق حافلة، عامل باطون، يعمل في مكان بعيد.. ترى ما النقاش الدي دار بينهما؟! أتراها قائمة متطلبات حياة ضنكة ؟! كان الصبح يتنفس ولم تتضخم مصائب اليوم بعد.. أهي تراكمات سابقة أثارتها لحظة غضب عنيف ؟! تلاشت التخمينات مع تلاشي الأخبار وقتها.
صباح اليوم كذلك، وقعت جريمة عائلية أشد ضراوة، زوج يحرق بيته بإطفاله وزوجته، توفي الأطفال ومازلا الزوج والزوجة على قيد الحياة في المستشفى كما تفيد الأخيار الأولية.
من جديد، هذا وقت الذهاب للمدارس، مالذي حدث ودار تحت سقف بيت العائلة المنكوبة التي تشكل لبنة من مجتمع منكوب أصلا؟! هل هي متطلبات الحياة أيضا.. مصروف مثلا.. ضيق وضنك وقلة حيلة وإنسداد أفق.. لا يمكن أن يكون الأب قد بيت النية للتخلص من عائلته فقط.. درت حول الخبر كثيرا، لكن لم أستطع تجاوز فرضية الفقر ثم الفقر ثم الفقر سببا رئيسا وراء الحدث المؤلم لنا جميعا... عموما أتعس السيناريوهات لم يحدث بعد....