هذه الجملة دائمآ اسمعها ويقولها معظم الأئمة في بداية كل صلاة، ولها شقان :-
-الشق السمعي
-الشق الشعوري او الحسي .
فليس كل من يسمع يحس بما يسمع ، كل المصلين قاطبة سمعوا الإمام يقولها وقليل منهم من احس بها وبما تعني (انه لقول عظيم لو كنتم تعلمون .)
فالامام يقولها وهو موقن بها ، اما المصلين فبالكاد تصل نسبة من سمعها ووقر بها قلبه ٢٪ .
ان هذه المقولة تلخص الحياة بثلاث كلمات ( صلوا صلاة مودع ) فالحقيقة ان المصلين وغير المصلين لا يعلمون متى تقبض اروحهم ويغادرون الدنيا بلا رجعه.
والسواد الاغلب من البشر منهمكون في الدنيا ومشغولون فيها دون ادنى تفكير بالمصير المحتوم او بالأحرى لا يخطر على بالهم بأن ملك الموت يترصد بهم ويرافقهم ليقبض اروحهم عند تلقيه الامر من الله عز وجل .
يقول الله في محكم كتابه ( وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ)
نعم ان المصلي وفي اي لحظة قد تكون صلاته هي اخر صلاه يصليها ، فعليه التركيز بالصلاة وتوجيه فكره وقلبه لله رب العالمين.
لذلك وجب على كل مسلم ان لاتغريه الدنيا الفانية عن الاخرة الدائمه ، وان يجعل جل همه ان يعبد الله حق عبادته ، لكي يضمن له مقعد في الجنة والنجاة من النار ، نار وقودها الناس والحجارة ، يقول الله عز وجل في محكم كتابه ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)).
لا اخفي عليكم عندما يقول الامام ( صلوا صلاة مودع) يقشعر بدني واحس بتيار كهربائي ساكن يتخلل جسمي من الخوف ، الخوف من الله والخوف من يوم الحساب ، من لايخاف الله ولا يفكر بيوم الحساب ليس مؤمن ، فليس كل مسلم مؤمن ،لقوله تعالى عز وجل يقول :-
( قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ ۖ) فقد اوجز الله عز وجل الفرق بين المسلم والمؤمن ، فالايمان مطلق لا يقبل القسمة ولا التجزئة ، اما ان يكون المرء مسلمآ فهنالك اكثر من مليار ونصف مسلم .
اذكروا الله كذكركم آباءكم بل اشد ذكرا ، واعبدوا الله مخلصين له الدين ، قبل ان ( يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)) ، يوم تقشعر له الابدان .
افبعد هذا الحديث شك او مراء ، فكلكم يومئذ مسؤول وفيه تعرض أعمالكم على الله وقليل هم الفائزون .