سأتجاوز الأرقام، وما يظنه البعض من أنها مجرد لعبة!
لا، يا سيدي، إنّها ليست لعبة فقط!
نحن في معركة، ومن لم يفهم بعد بأنها حرب، فليُضف إلى تعدادات الحرب الاقتصادية والغذائية والمعرفية، وغيرها (الحرب الرياضية).
الآن الحديث تطوّر إلى (الفريق العربي الواحد) و(مَن يمثل العرب؟) بعدما انحصر في فرق ٍتمثل (شرق أو غرب أو شمال أو جنوب) البلد الواحد! ولكن ما صنعوه من فرقة في البلد الواحد، لم ينجح على مستوى البلاد العربية!
وبعدما مرت فترة طويلة على تخلّفنا في المجالات كلّها، ومنها تخلّفنا في الرّياضة، فجاء الوقت لكي نتفاءل مع عرب المغرب، وأن نقفز بالآمال إلى أن نتسلّم الكأس، و (ما هي ليلة) ليلة الكأس التي سيَكتُب عنها العالم، وما تُراه سيكتب؟!
هل ستكتب الصحافة الفرنسية (العرب حصلوا على كأس العالم) أم (المغرب هو الذي حصل على كأس العالم)، وهل ستكتب الصّحافة ذاتها أن (العرب ولأول مرة يحصلون على كأس العالم) أم (المغرب...).
وهل سيدور كأس العالم كلّ عاصمة عربية، أم سيبقى في الرباط الحبيبة، أظن أن جامعة الدول العربية ستحتفل بالكأس، وستؤدّي دورها في الاحتفال به في كل عاصمة عربية.
أظن أن الأمر يختلف بيننا وبين الفرنسيين، فهُم وإن تحدّث المغاربة بلغتهم، إلا أنّهم يرونهم بعين الأعلى!
وغير مسموح -يا سادة- (أن تعلو عين العبد قدم سيّده!)، ولمن يظن أن زمن العبودية قد انتهى، فليتمهل، فالعبد عبد مهما ظنّ من سيّده وبدت ملامح البراءة على محيّاه!
لقد اشتقنا إلى عروبتنا، ووحدتنا، ونتفاءل بأيّ خيطٍ، مهما صَغُر أنْ يعيدها، وستعود، ولا أمل لنا في استعادتنا لذواتنا، دون عروبتنا.
وأخيرًا..
تخيل – يا سيدي- أنّ (الفيفا) ستقرّر على العرب أن يشاركوا بفريق عربيّ واحد؛ ما دام أيّ فريق عربيّ يشجعّونه!
ولو كنتُ مكان (الفيفا) لأقنعتُ الفرق بالتّلاعب، فيما بقي من مباريات؛ كي يلتقي فريقان عربيّان في نهاية اللّعبة؛ ليُعاد انقسام العرب من جديد (تخيّل لو كانوا يفكّرون في هذا).
شكرا أسود الأطلسي.. شكرا لرجال المغرب العرب الأبطال.. نلقاكم يوم تسلّمكم للكأس.