يعبر مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة عن فئة من المجتمع، الذين يختلفون اختلافًا ملحوظًا عن الأفراد العاديين، وتظهر هذه الاختلافات في الجسد أو الفكر أو وفي الحس، سواء أكانت هذه الاختلافات دائمة مثل تلك الناتجة عن أمراض عقلية أو وراثية أو جسدية، أو التي تحدث بشكل متكرر، مثل الصرع، الأمر الذي يحد من قدرتهم على ممارسة النشاطات الأساسية والشخصية والاجتماعية، الأمر الذي يعيق إشباع حاجاتهم، وإكمال تعلمهم بالطرق الطبيعة، ومن هنا فاحتياجاتهم تختلف عن احتياجات باقي أفراد المجتمع.
توجد في معظم أنحاء العالم قوالب نمطية سلبية ومتحيزة ضد ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما ساهم في تكوين صورة سلبية عنهم، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى توضيح أن الإعاقة ترتبط بالتفاعل بين الشخص والبيئة حوله، فليست عيبًا فيهم بل في المجتمع، فعندما يواجه الشخص الجالس على كرسي متحرك صعوبة في الوصول للأماكن، فهذا يعود إلى عدم وجود مكان مخصص له في الحافلات.
المصطلحات الخاصة بهذه الفئة
يطلق على ذوي الاحتياجات الخاصة عدة مصطلحات، منها:
الفئات الخاصة: أي أن المجتمع مكوّن من عدة فئات، ومن بينها فئة لها خصوصية مجتعمية معينة.
الأفراد غير العاديين: يطلق غالبًا هذا المصطلح على الأطفال الذين يواجهون اختلافًا في قدراتهم العقلية أو الجسدية أو التواصلية أو الحسية.
ذوو الاحتياجات التربوية الخاصة: يطلق على المرحلة العمرية للطلاب في المدارس، أو المرحلة التي تسبق دخول المدرسة، والذين يعانون من صعوبات التعلم.
الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة: وهذا المصطلح خاص في الخدمات التربوية لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبًا على قدراتهم في التعلم.
مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة بين الماضي والحاضر
وفيما يأتي توضيح لاختلاف مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة بين الماضي والحاضر:
في التاريخ القديم
لم تكن الإعاقة أمرًا مقبولًا في المجتمعات القديمة، وذلك بسبب طبيعة الحياة المتطلبة لقوة البدن ليستطيع الفرد القيام بالأعمال، كما كانت تسيطر عليها الروح العسكرية، لذا عانى ذوو الاحتياجات الخاصة الكثير من الاضطهاد والظلم والنبذ والإهمال في حياتهم، حتى أنهم كانوا يُمنعون من الطعام، أو يُقتلون صغارًا دون رحمة ولا شفقة، ومن الشعوب التي نبذت ذوي الاحتياجات الخاصة في ذلك الوقت؛ روما، وأسبرطة، والعديد من قبائل الجزيرة العربية وغيرها.
في العصر الحديث
بدأت الدراسات الإنسانية تظهر في الجامعات، وذلك بإنشاء تخصصات مثل علم الاجتماع وعلم النفس، والتي أدركت أهمية العناية بالإنسان، لأنه الأساس في تطور المجتمعات، وتوسع هذا الاهتمام للعناية بالأفراد الضعفاء والعاجزين، لتخليصهم من الظلم وضمان حقوقهم، وتوفير الوسائل المختلفة لمساعدتهم، وذلك لتحقيق هدفين هامين: الأول هو الاستفادة من طاقاتهم، لأنهم يمتلكون طاقات لا توجد عند غيرهم، والثاني هو مساعدتهم على التكيف مع المجتمع، وقد ظهرت وسائل تعلم الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، مثل: الحروف المنقوشة للمكفوفين، ولغة خاصة للمصاب بالبكم والصم، وإعادة التأهيل الجسدية بالجراحات الطبية والأطراف الصناعية وغيرها.
تصنيف فئات ذوي الاحتياجات الخاصة
تقسم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة إلى ما يلي:
الإعاقة العقلية: هي فئة الأشخاص غير القادرين على تعلم المهارات الأساسية الأكاديمية مثل: القراءة والكتابة، وبقدرات عقلية تحت مستوى الذكاء الطبيعي فتمنعهم من أداء الوظائف الطبيعية.
الإعاقة البصرية: وهم الفئة المصابة بضعف في الوظائف البصرية، وهم على فئتين؛ المكفوفين؛ الفاقدين لبصرهم تمامًا ويستخدمون لغة بريل، والمبصرين جزئيًا، الذين يمكنهم القراءة بعيونهم بعيونهم.
الإعاقة السمعية: وهم الفئة المصابة بالمشاكل التي تحول أو تقلل من قيام الجهاز السمعي بوظائفه، وتتراوح في شدتها.
الإعاقة الانفعالية: وهم الفئة التي تظهر سلوكًا مؤذٍ وضار يؤثر على التحصيل الأكاديمي لهم أو على تحصيل أقرانهم، أو هم غير القادرين على التعلم وعلى إقامة علاقات شخصية، وغالبًا ما يعانون من مزاج عام سيء، يصحبه ظهور سلوكيات ومشاعر غير ناضجة.
الإعاقة الحركية: هم الفئة المصابة بخلل في القدرة والنشاط الحركي، يؤثر على مظاهر النمو العقلي والاجتماعي والانفعالي لديهم.
صعوبات التعلم: هم الفئة المصابة باضطراب يظهر في العمليات الفكرية الداخلة في فهم أو استعمال اللغة، ويظهر في اضطراب السمع والتفكير والتحدث.
اضطرابات التواصل: هم الفئة المصابة باضطرابات اللغة، وتتمثل في ضعف أو غياب القدرة على التعبير عن الأفكار واضطرابات الكلام.
التوحد: هم الفئة المصابة بمشاكل في النمو تستمر طيلة الحياة، تؤثر على طريقة كلامهم، وإقامتهم للعلاقات الاجتماعية، ولا تزال مشكلة غير معروفة الأسباب نسبيًا.
الإعاقة الصحية: هم الفئة المصابة بخلل في الجسم يؤثر عليهم صحيًا.
الإعاقة الحسية المزدوجة: هم الفئة المصابة بمشاكل في السمع والبصر.
الإعاقة المتعددة: هم الفئة المصابة بمشاكل في عدة أمور كالبصر والسمع ومشاكل في الجسم.
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ما يلي:
الرعاية الصحية والخدمات العلاجية والتأهيلية: لا تعني الإعاقة أن الشخص ليس بصحة جيدة أو أنه لا يمكن أن يكون بصحة جيدة، لذا يجب توفير الرعاية الصحية المناسبة له ليتمكن من تخطي المشاكل التي يعاني منها.
وجود البيئة المؤهلة: توفير البيئة المناسبة ليحصل على الحقوق والخدمات، ومنها توفير الأمن له.
التعليم في جميع مراحله: من خلال توفير المناهج الدراسية بلغة بريل، أو أي طريقة حسب الحالة، وتوفير التقنيات المناسبة لتعليمهم.
استخدام الطرق ووسائل المواصلات: من خلال تهيئة الطرق ووسائل المواصلات لهم.
الوظائف وفرص العمل: حق العمل من الحقوق الأساسية لذوي الاحتياجات الخاصة، لذا فلهم الخيار كالآخرين في اختيار طبيعة العمل.
ما هو المقصود بالإعاقة؟
تعرف الإعاقة بأنها قصور كلي أو جزئي بشكل دائم أو مؤقت، فالعجز أو الإعاقة هو مصطلح جامع يضم تحت مظلته الأشكال المختلفة للاعتلال أو الخلل العضوي، ومحدودية النشاط، والقيود التي تحد من المشاركة، والتي تُعزى إلى ضعف فكري أو نفسي أو معرفي أو عصبي أو حسي أو جسدي أو مزيج منها، ولذوي الإعاقة احتياجات مختلفة، منها؛ احتياجات للصحة والمعافاة، واحتياجات الأمن الاقتصادي والاجتماعي، واحتياجات للتعلم وتنمية المهارات، وكلها ينبغي أن تلبى من خلال إدراجها في السياق العام للبرامج والخدمات.
يعد ذوو الاحتياجات الخاصة من الفئات التي ظُلمت قديمًا، وما زالت تعاني هذه الفئة من التحديات في وقتنا العاصر، ويعبر مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة عن فئة من المجتمع، الذين يختلفون اختلافًا ملحوظًا عن الأفراد العاديين، وتظهر هذه الاختلافات في الجسد أو الفكر أو وفي الحس، سواء أكانت هذه الاختلافات دائمة مثل تلك الناتجة عن أمراض عقلية أو وراثية أو جسدية، أو التي تحدث بشكل متكرر، الأمر الذي يحد من قدرتهم على ممارسة النشاطات الأساسية والشخصية والاجتماعية، ولتلك الفئة من المجتمع حقوق توفير الرعاية الصحية المناسبة، والتعليم، والوظائف وغيرها.