الأصغران هما: القلب واللسان، والمرء يعلو بهما عن طريق حفظ القلب من الآثام والمعاصي والحقد والحسد، ليستقيم اللسان ويصلح حاله، فعند صلاح القلب يصلح المرء، والقلب له طريق يؤدي إلى اللسان فيظهر كل ما يخلج به سواء كان خيرًا أم شرًا.
سبب تسمية القلب واللسان بالأصغرين
قيل إنهما الأصغرين؛ لأنهما صغيران في الحجم،وأيضًا سميا كذلك؛لأنهما أكبر ما في الجسد فضلًا ومعنى، وإن التورع والتهتك يتبعان القلب في ميلانه سواءً كان في صلاحه أو فساده.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه ، ومن وقع في الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ ، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه، ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمًى، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمُه، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صلُحتْ صلُح الجسدُ كلُّه وإذا فسدتْ فسد الجسدُ كلُّه ألا وهي القلبُ).
والمضغة هي قطعة من اللحم، وسمي بها القلب لأنه قطعة من الجسد، فتسميته هكذا دل على تصغيره، ففيه معنى التحقير والتكبير أيضًا، وهذا فإن دل يدل على أن الإنسان هو من يكبر نفسه أو يستحقرها بعمله سواء كان خيرًا أو شرًا.
شرح (المرء بأصغريه قلبه ولسانه)
إن اللسان هو ترجمان القلب فإذا كان في القلب شيء أظهره اللسان، فعلينا بحفظ اللسان وصونه من الغيبة والنميمة ومن كل ما يؤذي القلب ويجعل فيه غلًا، إذًا عندما تبقى صامتًا ويبقى الكلام في القلب، يمكن لما في القلب تغييره بالقرب من الله، واستذكار نعم الله علينا فنحمد الله عليها ويزول ما في القلب.
ذلك لأننا نعلم أن الدنيا زائلة، لكن إذا نطق اللسان ما في القلب زاد الحقد والحسد بين الناس وتباغضوا، فليحفظ المرء أصغريه فهما أساس الجسد.