خلال نقاشاتنا الدائمة التي تمس مواضيع المجتمع نتطرق إلى تلك القشة التي قسمت ظهر البعير آلا وهي التنمر حيث أن التنمر صفة مذمومة تحرض وتحث على نشر الكراهية والحقد بين أفياء مجتمعاتنا باحثة عن دمارها وهلاكها .
اذ أردنا حصر التنمر في مفهوم فهو أن يأخذ البعض منا نقص شخص ما أو خلل في شينه كنوع من الظرافة والمزاح ولا يدري كمية الأثر الذي تركه في نفسه ، أن هذه الافة الخطيرة التي وأن لم يكن لها حد معين تمادت وتطاولت ونشرت العنف والدمار في المجتمعات ففي غالبية الخطابات التوعوية أن لم تكن جميعها لا نتطرق إلى حل جذري - وإن استحال لموضوع التنمر حيث من الواجب أن نجد حلولا فورية لتحجيم هذه السلوكيات كونها تشمل جميع الفئات العمرية وفئات المجتمع صغارًا كبارا شبابا شيوخا.
لو نظرنا وتمعنّا نحن أنفسنا إلى مكنوننا الداخلي ومظهرنا الخارجي لوجدنا أن لكل منا نقاط ضعف ونقاط قوة فلماذا نعاير ونعيب غيرنا ولماذا جعلنا اختلافنا سبب في نشوب الكره والبغضاء حيث إن من الحكمة الربانية أن الله عز وجل خلقنا امم وشعوب مختلفة للتعارف ولم يجعل الله عز وجل اللون او الجنس أو العمر او أي من الخصائص التي تميزنا عن بعضنا البعض معيار للحساب اذ قال النبي صلى الله عليه وسلم (( يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد أنا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت ؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليبلغ الشاهد الغائب )
لذلك فلنتعامل مع الآخرين تعامل البشر لا تنظر إلى تلك المعايير التي أوصلتنا إلى هذا الحال من الدمار والتفكك المجتمعي، فظاهرة التنمر وما هي إلا شائبة تشوب صورة أي مجتمع وهي قديمة وما زالت متواصلة إلى وقتنا لأسباب تعود للبيئة الأسرية والمدرسية والمجتمعية وهي بقايا وعوالق مشاكل سلبية ولا تمثل إلا صاحبها فبإمكاننا كبح جماحها.
تكمن قوة أي مجتمع في ترابط أبنائه وتماسكهم لكن يهدد التنمر هذا التماسك اذ انه يعتبر ب الشوكة التي تغز خاصرة الانسانية ومعانيها لذلك وجب علينا دائما أن نجرم هذا الفعل و نقبحه ولا نسوف في خطاباتنا ولنعتمد على الافعال المؤسسية وسن القوانين ، ووجب على كل من يعاني من التنمر أن ينهض بنفسه وأن يجعل ثقته عالية لا يلتفت إلى تلك التفاهات فلنكن بشر في تعاملنا ولننشر المحبة بين أركان المجتمع وتبعد الضغينة عن حياتنا لتسمو بمجتمعنا.