أحبّ ليو ميسي كثيرا ، وأفضل ما فيه إحترافه العالي ، ومهاراته التي لا تجارى ، وكثيرا ما أشاهد فيديوهات له ، أحيانا أصاب بالذهول ، فهذا النحيل القصير بات مثالا ولا أروع في عالم كرة القدم ، كيف لشخص مثل ميسي أن يحصل على سبع كرات ذهبية ، وبطولات عديدة ، وجوائز لا تعدّ ولا تحصى ، وأرقاما استثنائية ، عدا عن تحطيمه لكل الأرقام القياسية ؟
ميسي نموذج رائع في العمل الجماعي ، ما يهمّه هو نجاح الفريق ككل ، لقد شبع من كل الجوائز والبطولات ، وكان دائما يركّز على الأداء الجماعي ، ومن غير ميسي في مساعدة زملائه من خلال التمريرات الساحرة ؟ إسألوا كيليان مبابي هذا المتعجرف الذي سيقود باريس سان جيرمان إلى الهاوية بسبب غروره .
لا أدري لماذا وردت لي هذه الفكرة للربط بين هذا اللاعب وحكوماتنا الأردنية ، لا أقصد حكومة بعينها ، بل غالبية الحكومات وخاصة في العقدين الآخيرين ، فالوزراء كلّ يغنّي على ليلاه ، لا تنسيق بين الوزارات ، حتى التواصل يكاد يكون منقطعا .
لا يوجد صانع ألعاب ، حتى في حكومة الدكتور بشر الخصاونة ، نفتقد هذا النوع من اللاعبين ، أتمنى ولو مرّة واحدة أشاهد تمريرة من يوسف الشمالي مثلا إلى محمد العسعس ، وكم أتمنى رؤية محمد النابلسي وقد أحرز هدفا بتمريرة متقنة من وجيه العزايزة ، أمّا هيفاء النجار فيمكن لها أن تكون مراقبا على الخطّ أو في غرفة الفيديو التي نفتقدها .
الكابتن الخصاونة عليه أن يعيد حساباته جيدا ، فتغيير طريقة اللعب باتت مطلبا ملحّا ، تابع ياسيدي المدرّبين الكبار في برشلونة أو ريال مدريد ، وحاول التعلّم منهم ، فقد تأتي الفائدة من الدوري الإسباني أو الإنجليزي أو الفرنسي .
تعلّموا أسلوب ميسي في الأداء الجماعي ، فالأنانية لا تفيد بشيء ، والعمل الفردي لا يمكن له النجاح ، سواء في عالم كرة القدم أو في العمل الوزاري .
أقترح إرسال بعض الوزراء لفترات إنعاش وتعايش مع بعض الأندية الأوروبية ، ومن الضروري تواجد ميسي ، لأنّ كرة القدم لا طعم لها بدون هذا اللاعب الأسطورة .