لقد أحزنني قراءة بعض الكلمات بحقك،ولا غرابة في ذلك لأن منتقديك عرفوا مضر الرئيس ولم يعرفوا مضر جنرال المخابرات في ليالي الوطن السوداء، ولو عرفوك يا ابا عماد حين كنت تنام بالاسابيع خارج بيتك لتمنع زحف الانذال نحو العاصمة لنعوك بالدم وليس بالدموع.
فليقولوا عنك ما يريدون ، ودعني اكتب عنك ما بحثت عنه بقاموس الوطن في أحلك الايام والظروف،حين بدأ مرض "الديسك" يتعبك نتيجة لعملك المتواصل والذي كان يستمر يومياً لأكثر من ١٦ ساعة، لدرجة أنك فقدت القدرة على الحركة في بعض الأيام، واصابك الأعداء برصاصة في أيلول عام ١٩٧٠ بيدك اليمنى لينام آباء وأمهات من انتقدك ليلهم الطويل بهدوء وسكينة.
فمعذرة يا ابا عماد، فلأول مرة أجد قلمي جافاً حافاً، أشحذ مداده وأستجدي خطاه ليحاول وصف رجل كان له دوراً هاماً بتحرير الاردن من الطغاة وعصابات أيلول،يوم تكالب علينا زمرة الخونة مدعومين بالدبابات والأموال العربية، ليخلعوننا من جذور الأجداد والاباء في تراب قدر الله له أن لا يمسه إلا الطاهرون،ولكنهم فشلوا باجتياز حاجز الشرفاء الذين كان من أبرزهم مضر بدران وغازي عربيات مدير الاستخبارات العسكرية آنذاك حين جندوا أحد أفراد المخابرات في الخليل ليرصد لهم تحركات العدو قبل معركة الكرامة خطوة بخطوة، ولو عرفوك لأحبوك قبل ان يسبوك.
فرحم الله ملامح وجهك يا أبا عماد التي أعشقها ويعشقها كل اردني شريف،ورحم الله تعالى روحك العَزيزة، وأكرمك بجنّات النّعيم.