حتى تتحول سياسة الولايات المتحدة إلى الاتزان والعدالة والموضوعية عليها أن تنظر إلى فلسطين كما تنظر إلى أوكرانيا، وتتعامل مع فلسطين كما تتعامل مع أوكرانيا.
واشنطن تعتبر الاجتياح الروسي لاوكرانيا عدواناً واحتلالاً شجبته، وتعمل ضده دبلوماسياً وسياسياً ومالياً وأمنياً وعسكرياً.
ولذلك على واشنطن أن تقف مع فلسطين ضد المستعمرة، وضد احتلالها واضطهادها للشعب الفلسطيني:
أولاً : حتى تكون حقاً دولة متزنة تنظر باحترام لحق تقرير المصير للفلسطينيين، وترفض الظلم والاحتلال والاستعمار الواقع على الشعب الفلسطيني.
ثانياً: لأن فلسطين شعباً ودولة باقرار الامم المتحدة وقراراتها تتعرض للاحتلال والاستعمار، والمصادرة، والتمييز العنصري ويتعرض شعبها بمكوناته الثلاثة :
1-فلسطينيي مناطق 48، عبر التمييز والعنصرية، 2-فلسطينيي مناطق 67، بالاحتلال والبطش والحكم العسكري والقتل اليومي،3-لفلسطينيي اللجوء والتشرد والمنفى بحرمان حق العودة إلى بيوتهم واملاكهم التي طردوا منها.
ثالثاً: لأن المستعمرة مشروع استعماري توسعي، تشجب ممارساته كافة قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها، كما ترفض تنفيذ كافة قرارات الأمم المتحدة، وعدم الاذعان للانسحاب، كما تشجب ممارساتها مؤسسات دولية ذات شأن واختصاص: 1- بيتسيلم الإسرائيلية، 2- هيومن رايتس وواتش الأميركية، 3- وامنيتسي البريطانية، وتصف سلوكها وتعاملها مع الشعب الفلسطيني على أنه تمييز عنصري «ابارتهايد».
حتى تحظى الولايات المتحدة بالاحترام والاتزان عليها أن تعامل فلسطين كما تعامل اوكرانيا، وتعامل المستعمرة كما تعامل روسيا، وأن تفرض العقوبات على المستعمرة كما تفرضها على روسيا، بغير ذلك تبقى سياسات واشنطن أحادية ضيقة الأفق، منحازة عدوانية بدعمها للاحتلال والاستعمار في فلسطين، وكذلك لاحتلال الجولان السوري، ولجنوب لبنان، لا أن تكون معزولة في الأمم المتحدة حينما تقف مع المستعمرة وتصوت لصالحها مع عدة دول قليلة لا تتعدى العشر دول في أحسن الأحوال، حينما يتم عرض القضية الفلسطينية على مؤسسات الأمم المتحدة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قسوة وعسف على يد المستعمرة وادواتها من جيش الاحتلال واجهزته ومستوطنيه.
تصريحات واشنطن ومواقفها نحو أوكرانيا استفزازية وآخرها ما قاله وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن دعمهم لاوكرانيا، بينما تقف مع المستعمرة بما يتعارض مع المعايير الإنسانية والاخلاقية لأنها تقف مع الاحتلال الاشد قسوة وظلما وأكثر وضوحا منذ عشرات السنين، وهي بهذا تتعامل بازدواجية ومعايير مقلوبة تفقدها مكانتها المعنوية كدولة كبرى مؤسسة للأمم المتحدة.