-أبناء وبنات الوطن الجميل من جميع أنحاء الأردن الغالي...
-أيتها العمَّانيات... أيها العمَّانيون...
في البداية أوجه الشُّكر والتقدير إلى مُضيفَنا الكريم الشَّهم سعادة الشيخ محمد عوَّاد النعيمات لاستضافتنا في ديوانه العامر في أم السُّماق... ونحن نُحيِّيك يا أبا خلدون... فأنت رمز من رموزنا العشائرية والوطنية ونفتخر بك يا شيخنا الجليل؛ لأنك حلاّل المشاكل حيث تترأس الجاهات والعطوات لحل مشاكل الناس من أجل إحلال الصُّلح والوئام بدلاً من الخِصام والشقاق... وأنت تُؤجر على ذلك شيخنا أبا خلدون.
كما أنني أتقدم بالشكر الجزيل من الدكتورة سهام الخُفّش التي استطاعت أن تتحدَّى كل الظروف والمعوّقات فقامت بتأسيس صالون ثقافي تترأسه امرأة شرقية، يضم نخبة من أهم الشخصيات الثقافية والعشائرية والإعلامية والأكاديمية... شكراً لصالون الدكتورة سهام الخفش، فقد غمرتموني بلطفكم بإشهار موسوعة عمَّان أيّام زمان (الإصدار الحادي عشر) من خلال هذا الصالون الراقي الذي أصبح الآن أحد معالم عمَّان الثقافية.
... أيتها الأخوات... أيها الإخوة الكرام...
عنوان كلمتي/ موسوعة عمَّان أيّام زمان/ ذاكرة العاصمة عمَّان
... أُحيِّيكم في هذا المساء العمَّاني الجميل من عمَّان أجمل عاصمة في الدنيا ... سيدة الجميلات وسيدة العواصم، عمان مدينة التاريخ والحضارة، ربَّة عمون، فيلادلفيا، مدينة الحب الأخوي، المدينة الحجرية التي بنيت من الحجارة، وهي مدينة الجبال السبعة / من جبل القلعة إلى جبل الجوفة إلى جبل التاج إلى جبل الأشرفية، إلى جبل نزال، وجبل النظيف، وجبل عمَّان، وهي عرين الهاشميين، ومدينة الأمن والأمان... وعاصمة المهاجرين والأنصار.
ومن الجدير بالذكر أن معظم عواصم العالم القديم قد بُنيت على ضفاف الأنهار، فعلى سبيل المثال العاصمة الفرنسية باريس بنيت على ضفاف (نهر السين)، والعاصمة البريطانية لندن بُنيت على ضفاف نهر (الثيمز)، والعاصمة النمساوية فينا بُنيت على نهر (الدانوب)... وعمَّان كذلك لم تشذ عن هذه القاعدة فقد بُنيت على ضفاف (سيل عمَّان) أو نهر عمَّان...
ومع الأسف فقد قُمنا بتجفيف سيل عمَّان بسبب الشفط الجائر للمياه، وبسبب إِقامة شارع سقف السيل، والاسم الرسمي لهذا الشارع هو شارع قريش.
يقول المثل القديم – عِلمك بعمَّان قرية – وهذا صحيح... لأنه عندما تأسّست بلدية عمَّان عام 1909م برئاسة المرحوم "إسماعيل بابوق" من إخواننا الشركس كانت مساحة عمَّان آنذاك ما بين 2 إلى 3 كيلو متر مربع على ضفاف سيل عمَّان / أي (تقريباً) من عند مباني أمانة عمَّان الجديدة في منطقة راس العين إلى حيث يقع مبنى أمانة العاصمة القديم عند المدرج الروماني، الذي أصبح الآن مديرية المكتبات بالأمانة ومكتبة أمانة العاصمة... بينما مساحة أمانة عمَّان الكُبرى الآن حوالي 800 كيلو متر مُربع... وكان عدد سكان عمَّان آنذاك حوالي 2000 نسمة بينما يبلغ عدد سكان عمَّان الآن حوالي 4 ملايين نسمة... قفزة كبيرة مُذهلة – وين كُنّا ووين صُرنا؟ -
إن عمَّان قلب العروبة النابض، وموئل الأحرار، وبارومتر يتفاعل مع كُل قضايا الأمة العربية، وأضرب مثالا على ذلك أن أمين العاصمة بمطلع الستينيات من القرن الماضي المرحوم معالي ضيف الله الحمود الخصاونة أصدر قراراً بتغيير اسم جبل الجوفة إلى جبل الجزائر، وقد كُتب اسم جبل الجزائر في حينه على الآرمات بدلاً من جبل الجوفة وعلى الباصات ووسائل النقل؛ وذلك نصرةً لكفاح الشعب الجزائري ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي، إلى أن استقلّت الجزائر فعاد الاسم الأصيل – جبل الجوفة – مرة ثانية كما كان سابقاً.
إنَّ موسوعةَ عمَّان أيّام زمان إنجازٌ أردنيٌّ وعربيٌ غير مسبوق، وهي تُعتبر أضخم موسوعة عن عاصمة عربية وقد تكون الأضخم عالمياً... وتتكون من – أحد عشرَ جزءاً – وعدد صفحاتها حوالي – سبع آلاف وخمسمائة صفحة – وقد استغرق العمل بها (أربعة عشر عاماً).
وأصبحت موسوعة عمَّان أيّام زمان مرجعية لا مناص عنها للباحثين والمؤرخين والمهتمين بتاريخ عمَّان؛ لأنها تحتوي على معلوماتٍ، وتفاصيل شاملة في مختلف المجالات عن العاصمة عمَّان... فهي سيرة مدينة تحتوي على كم ضخم من المعلومات والقَصص الشعبي والحكايا العمَّانية التي قد لا نجدها في الكتب والمراجع المختلفة، وقد حصلتُ على عدد كبير من الروايات التي جمعتها من صُدور كبار السِن الذين شاركوا بالأحداث الهامة بالعاصمة عمَّان أو كانوا شُهوداً عليها أو سمعوها من آبائهم، التي لولا تدوينها لذهبت أدراج الرياح بعد موت أصحابها.
إنَّ الفرق ما بين موسوعة عمَّان أيّام زمان والكتب الأُخرى التي تم تأليفها عن عمَّان أنَّ الكتبَ الأُخرى تُمثِّل وجهة نظر واحدة هي وِجهة نظر المؤلف... بينما موسوعة عمَّان أيّام زمان شاركت فيها كُل الأطيافِ العمَّانيةِ وهُم يُمثّلون البُناة الأوائل والفعاليّات المُؤثرة في مُختلف المجالات، وإنّني سعيدٌ جداً؛ لأن موسوعة عمَّان أيّام زمان أصبحت الآن ضمن الموسوعات العالمية... الحمد لله فقد أصبح الحلم حقيقة.
وإن خُلاصة الخُلاصة من خلال دراستي الطويلة عن العاصمة عمَّان هي أن هناك الآن عمَّان جديدة تختلف عن عمَّان أيام زمان من حيث المساحة وعدد السكان والشكل والمضمون... وهناك الآن مُجتمع عمَّاني جديد يختلف عن المجتمع العمَّاني أيام زمان من حيث التركيبة السكانية والعادات والتقاليد والطبقات والثقافة وأسلوب الحياة... هذه التغيّرات الكبيرة تعتبر ظاهرة تستحق الدراسة.
والآن أرغب بعد الاستئذان منكم بإجراء بعرض التحليلات السريعة:
أولاً: العوامل التي ساعدتني على إعداد وتأليف هذه الموسوعة:
من أهم العوامل التي ساعدتني على إنجاز هذه الموسوعة الضخمة هو حُبّي وعشقي لعاصمتنا الجميلة عمَّان وأهالي عمَّان، فالعمَّانيون يمتازون بالّلطافة والدماثة، ويمتازون بالنخوة والكرم، وكذلك الحال فيما يتعلق بعشائر عمَّان الذين يحيطون بعمَّان إحاطة السوار بالمِعصم، فهم عشائر محترمة يمتازون بالنَّخوة والكرم واللّطف. ولأنني عمَّاني حتى النَّخاع، ولأنني سمعت وقرأت كثيراً عن تاريخ عمَّان كان لديّ رغبة أكيدة في تدوين تاريخ العاصمة عمَّان.
ثانياً: الصعوبات والمعوّقات التي واجهتني أثناء الإعداد والتأليف:
... من الصعوبات التي واجهتني أن قسمًا كبيرًا من هؤلاء الشخصيات هم من كبار السن والمُعمّرين، وبالتالي هم عُرضة للنسيان لذلك قمت بمجهود كبير أثناء التدوين في تذكيرهم بأهم الأحداث، وإعادة تصوير المشهد مرة أخرى... فضلًا عن أنّ قسماً منهم كنتُ مُضطراً للعودة إليهم عدّة مرّات حتى نتأكد من صِحّة المادة والمعلومات... والنُّقطة الأخرى الهامة هي أن عملًا موسوعيًّا بهذه الضخامة يحتاج إلى فريق، ويحتاج إلى صبر كبير استغرق أربعة عشر عاماً، وأعتقد أن هذا الصّبر الطويل قد لا يتحمله الكثير من الناس.
ثالثاً: الأسلوب الذي اتبعتُه بالكتابة:
أهم نقطة في الأسلوب الذي اتبعتُه بالكتابة هو الأسلوب السهل الممتنع بحيث إذا قرأ المادة شخصًا في المرحلة الابتدائية من المدرسة أو الجامعة يستطيع أن يفهم الكلام بسرعة، علماً بأن هذا الأسلوب هو الأسلوب المُتّبع في الموسوعات، وحرصت بأن نبتعد عن الكلمات الصعبة المعقدة والعبارات الفخمة وأن نستبدلها بالكلمات والعبارات السهلة، وكنت في حركة دائمة ومكّوكية باتجاه كبار السن والمُعمّرين، ونحو أحياء عمَّان، وأهم الفعاليات المؤثرة في العاصمة... فكان العمل بالدرجة الأولى ميدانيًّا... كما كنت حريصاً على إِشباع الموسوعة بالصور والوثائق...
رابعاً: الدرس الذي تعلمته من خلال إعداد وتأليف هذه الموسوعة:
أهم درس تعلمته، هو أنه في العالم الآن لا يوجد شيء يمكن أن يكون مستحيلاً شرط أن يتوفر لدى الشخص حبه للعمل الذي يقوم به، والتخطيط طويل المدى والصبر، والإرادة، فالإرادة العجيبة تجعل من المستحيل أمراً ممكناً وتعلمت شيئًا في غاية الأهمية، وهو أن لا يَصعد الإنسان السلّم بقفزة واحدة، بل أن يصعده تدريجياً وعلى نفس طويل، وليس بقفزة واحدة.
خامساً: صدى الموسوعة والصدى الإعلامي:
لقد كان صدى الموسوعةِ كبيراً جداً وحقّقت نجاحًا رائعًا، أدخل السرور والإعجاب على نفوس الأشخاص والفعاليات الذين تشرفت بمقابلتهم بحيث أصبحت الموسوعة على لسان الجميع في عمَّان، وعشائر عمَّان، وفي مختلف أنحاء الوطن الجميل، بل تعدّت سُمعة الموسوعة الأردن حيث وصلت إلى عدد من الدول الصديقة في العالم بعد أن شارك عدد من السُّفراء بهذه الموسوعة... كما تحدثتْ عن الموسوعة أجهزة الإعلام المختلفة من محطات فضائية وإذاعية ومواقع إلكترونية وصحافة، وقد تم تنظيم حفلات إشهار كثيرة احتفالاً بهذه الموسوعة، وأصبحت على لسان الجميع، حتى أنّ محطاتٍ إعلاميةً عربيةً مشهورةً مثل صوت العرب من القاهرة سلّطت الأضواء على هذه الموسوعة الضخمة التي تُعتبر الآن إنجازاً أردنياً وعربياً غير مسبوق.....
سادساً: ماذا قالوا عن موسوعة عمَّان أيام زمان؟
-دولة الدكتور معروف البخيت/ رئيس الوزراء الأسبق: قال: جهد توثيقي كبير بذله المؤلف عمر العرموطي في جمع مادة غزيرة ومعلومات وفيرة عن عمَّان في فترات تاريخية شهدت تحوّلات جذرية على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، وإن هذا العمل يُشكل مصدراً من مصادر دراسة تاريخ عمَّان، لاسيما في القرن العشرين، وهو من أهم الكتب التي قرأتها عن عمَّان، ومن أكثرها إمتاعاً.
-دولة الأستاذ فيصل الفايز/ رئيس مجلس الأعيان/ رئيس الوزراء الأسبق: قال: تأتي موسوعة "عمَّان أيام زمان" للمؤرخ عمر العرموطي لتُنعش ذاكرة المكان، ولتحتل مكانتها بجدارة ضمن التراث الاجتماعي والتاريخي للأردن، فهذا عملٌ رائدٌ ومتميزٌ من مُبدع سخّر نفسه لخدمة الأردن وتاريخها العريق.
-دولة الدكتور عدنان بدران/ رئيس الوزراء الأسبق: وصف بدران الموسوعة بأنها "تأثيث الذاكرة الوطنية" وإبقاءها حيّة، من خلال التوثيق الجاد والعلمي لمسيرة الأردن، وإلقاء الضوء على دور مجموعة كبيرة من الروّاد، ممّن أسهموا مُخلصين في بناء الأردن الحديث... وهي إضافة نوعية في رصد التحوّلات الهائلة التي شهدتها عمَّان خلال قرابة قرن من الزمن.
-معالي الدكتور بركات عوجان/ وزير الثقافة الأسبق:
قال: "هذه الموسوعة عمل رائد مُتميِّز... ومن المُؤكّد أنها إضافة نوعيَّة للمكتبة العربية وحتى العالمية في مجال توثيق المُدُن.... أحببت هذه الموسوعة، ولكنني أَحببت وأُعجبت بمُؤلفها أيضاً، فكُلّما وجَّهت القلم ليتحدّث عن الموسوعة أندفع للحديث عن صاحبها وحماسته وإيمانه برسالته، إنَّها ثمرة جُهدٍ مخلص لمؤلف واسع الاطِّلاع والمعرفة في دقائق الأمور.".
-الشيخ محمد عوّاد النعيمات: لَمَسنا من حب عمَّان الكبير الذي ظهر فيه الأستاذ عمر العرموطي مُحبّاً لعمَّان، فأظهر هذا المستوى، ونشرها على مستوى عالٍ في الوطن العربي.
-المؤرخ محمد أزوقة/ من مؤرخين العاصمة عمَّان: قام عاشق عمَّان، المؤرخ عمر العرموطي وعلى مدار أربعة عشر عاماً، بكتابة أطول رسالة حُب في التاريخ، عبّر عن حُبّه لمدينته في ستة عشر مجلداً، أعاد فيها تعريفنا وتذكيرنا، نحن أبناء عمَّان، بكمية الذكريات، والحُب التي يحملها كل فرد منّا.
-المؤرخ الدكتور محمد عبد الحفيظ المناصير: بصراحة هذه الموسوعة تعجز مؤسسات عن إصدارها، وهو أمر غير مسبوق، فلم يسبق أن قام به مثله أحد في الأردن... ولم يترك شاردة ولا واردة...
... وبما أننا الآن في ضيافة الشيخ الكريم الشهم محمد عواد النعيمات... فإنني أختم كلمتي بالحديث عن منطقة أم السُمَّاق أيام زمان/
تدمير الأراضي الزراعية بأم السُمَّاق
... حيث يَقول سعادة الشيخ محمد عواد النعيمات بأن أراضي منطقة أم السُمَّاق تُعتبر من أخصب الأراضي الزراعية في مغاريب عمَّان... كُنّا أيّام زمان في أم السُمَّاق نشتم رائحة الشمام من مسافة مئات الأمتار، وكذلك الحال بالنسبة لرائحة الخيار والبندورة وجميع الخضار الصيفية... وآنذاك لم نكن نستعمل (الهرمونات) بل كانت طبيعية وتعيش على النّدى فقط لا غير، وكُنّا لا نضع عليها إلا الكبريت (فقط)...
... (سنبلة القمح) كانت ضخمة جداً... وكانت الأرض تغل بحيث أن الصّاع يرمي شوال قمح أبو عشرين صاع، والسبب في ذلك أولاً لعدم استعمال الهرمونات أو المبيدات الحشرية. وثانياً: لأن هطول الأمطار كان جيداً وأفضل من الآن بكثير.
... وكان تجار الحبوب (زمان) يرسلون الفائض من الحبوب إلى فلسطين وسوريا... وكان يتم تصدير الفائض من البندورة والمحاصيل الحقلية إلى السعودية ودول الخليج العربي.
... لكن الآن وبكل أسف دمّرنا هذه الأراضي الزراعية الخصبة، وبنينا عليها بنايات الحجر، والإسمنت فدمّرنا الأراضي الزراعية، ولا سيما مناطق مغاريب عمَّان التي تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية...
الحيوانات البريّة (أيام زمان)
... يقول الشيخ محمد عواد النعيمات أنه كان يوجد بركة ماء اسمها بركة أم الضباع، والتي تقع (الآن) في نفس مكان تقاطع الحرمين. وإنني أتذكر أنه عند الساعة الثالثة عصراً كنت أشاهد بنفسي عدداً من الضباع يومياً يتراوح من خمسة إلى ستة ضباع. وقد اصطاد أحد أعمامي ضَبعاً منها، وقد ربطني مع هذا الضبع المقتول، وذلك حتى لا أخاف وحتى يُصبح عندي قوة قلب، وحتى لا يضبعني الضبع!!... وكانت الثعالب (الحصينيات) كثيرة في هذه المنطقة، كما إن الذئاب كانت تعتدي على الحلال أثناء الليل...
أمّا عن الحَيايَا في أم السُمَّاق (أيام زمان)
... فيقول الشيخ محمد عوّاد النعيمات أتذكر زمان بأن حيّة لفَّت عليّ وأحاطت بجسمي ونامت بنفس الفراش... وأتذكر بأن المرحومة والدتي صارت تُناشد الحيّة، وتستحلفها بالله، والأنبياء، وسليمان، وداود، وبعلي بن أبي طالب، وبسيدنا محمد صلّى الله عليه وسلَّم، فكانت تنتخي بهم من أجل أن تتركني الحيّة وحتى لا تؤذيني... وأتذكر بأن هذه الحيّة المُشاكسة تركتني وأبعدت ذيلها عنّي والحمد لله لم يصبني أذى... وعندما غادرت الحيّة، وأخذت بالابتعاد عني قالت لها والدتي: "الله يحميكِ، الله يرعاكِ، مع السلامة"!!