نيروز الإخبارية : #نيروز_: إنطلقت، أمس، في المنامة أعمال القمة السابعة
والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تستمر لمدة يومين بدعوات لتكثيف التنسيق بين دول الخليج لمواجهة «الأزمات والتعقيدات» التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، و«المتغيرات» الدولية.
وترأس العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الجلسة الافتتاحية التي شهدت حضور قادة دول مجلس التعاون في قصر الصخير، بالعاصمة البحرينية المنامة.
وأعرب العاهل البحريني في كلمته الافتتاحية عن شكره وتقديره للعاهل السعودي «الملك سلمان بن عبد العزيز، على جهوده خلال أعمال الدورة الماضية... التي ساهمت بشكل واضح في تطوير توجهات مرحلة العمل القادمة».
وقال إن القمة تأتي «في ظل ظروف سياسية واقتصادية غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع»، مشيراً إلى أن الأمر «يتطلب منا أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ مجلسنا على نجاحه المستمر، ودوره المؤثر على الساحة العالمية».
وأضاف أن «مجلس التعاون في ظل ما وصل إليه من تكامل مشهود، لم يعد أداة لتعزيز مكتسبات شعوبنا فقط، بل أضحى صرحاً إقليمياً يبادر إلى تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية».
وأشاد العاهل البحريني بالمشاريع والمبادرات والاتفاقيات الاقتصادية بين دول المجلس، «ومن أهمها، قيام السوق الخليجية المشتركة، والربط الكهربائي والمائي، وتوجهنا نحو الاتحاد الجمركي، ومشروع ربط دولنا بشبكة اتصالات ومواصلات ونقل متقدمة بمختلف الوسائل، كالجسور والقطارات، بهدف تحقيق التكامل التنموي الشامل، الذي يأتي على أولويات جدول أعمال هذه القمة بمواضيعها المعززة للتعاون والتلاحم فيما بيننا».
وتابع أن الأمن والتنمية محوران متلازمان، وأن مواصلة دولنا في تطوير وتفعيل الاتفاقيات الدفاعية والأمنية لمواجهة كل أشكال التهديدات والإرهاب، هو السبيل لحفظ سلامة أوطاننا، وأمن شعوبنا، وحماية منجزاتنا.
ولفت إلى أن تمرين (أمن الخليج العربي/واحد)، الذي تشرفت مملكة البحرين باستضافته، الشهر الماضي، قد شكّل بمشاركة نخبة من القوات الأمنية الخليجية، نقلة رائدة ومطلوبة على طريق دعم التعاون الأمني بين دولنا، لما شهده من تنفيذ محكّم وتنظيم دقيق، وبوعي يقظ لحجم المخاطر الأمنية التي تحيط بدولنا.
وأكد العاهل البحريني «إن تفوق دولنا في مواجهة فوضى التطرف والإرهاب، يأتي بتوفيق من الله سبحانه، وبفضل صبركم وحكمتكم في تقويض هذا الخطر، ونجاحكم في مواجهته، وقد كان عزمكم المخلص والجاد، سبباً في المحافظة على الازدهار والتنمية والتطوير، الذي حذت حذوه الكثير من الدول المتطلعة للاستقرار والسلام».
وثمن العاهل البحريني الدور المتميز الذي يقوم به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني، والأمناء المساعدون، وجميع موظفي الأمانة، لتعزيز مكانة مجلس التعاون ومتابعة تنفيذ قراراته، وتطوير أدائه.
من جهته، قال خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية التي بثت على الهواء مباشرة «لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من أمور بالغة التعقيد وأزمات، بما يتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية وتكثيف الجهود لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتنا».
وتطرق إلى «الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض البلدان العربية من إرهاب وصراعات داخلية (...) وتدخلات سافرة ما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها».
وتابع «يؤلمنا ما وصلت إليه الأمور في سوريا، وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد»، داعياً المجتمع الدولي إلى «تكثيف الجهود لإيقاف نزيف الدم، وإيجاد حل سياسي». كما شدد على وجود «جهود مستمرة لإنهاء الصراع» في اليمن دعماً للحكومة الشرعية.
وتحدث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن «متغيرات دولية متسارعة وأوضاع صعبة تتطلب تشاوراً مستمراً، وتنسيقاً مشتركاً، لدراسة أبعادها، وتجنب تبعاتها، لنتمكن من تحصين دولنا من تبعاتها». وأكد في كلمته أمام القمة أن «نجاح الحوار واستمراره مع إيران يتطلب أن يرتكز على مبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول».
وأضاف «إننا في الوقت الذي ندرك فيه أهمية إقامة حوار بناء بين دولنا والجمهورية الإيرانية، نؤكد أن هذا الحوار يتطلب لنجاحه واستمراره أن يرتكز على مبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول».
وأوضح أن مبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول «تنص على احترام سيادة الدول، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وأعرب عن اسفه إزاء الجمود الذي يحيط بالجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، قائلاً «نشعر بالأسف للجمود الذي يحيط بالجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بسبب ممارسات «إسرائيل» وانشغال العالم بقضايا أخرى».
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، إن ما يصدره قادة دول المجلس من قرارات تعمل على تعزيز وترسيخ التعاون في مختلف المجالات بين الدول الخليجية.
وشدد الزياني في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية على أن هذه القرارات يجري تنفيذها ومتابعتها بحرص دائم من قبل المجلس الوزاري والمجالس واللجان الوزارية المختصة.
وأوضح أن آخر القرارات هو تأسيس الهيئة القضائية الاقتصادية، وهيئة الشؤون الاقتصادية التنموية «ما يؤكد أن هذا التجمع ماض من أجل ترسيخ دعائم الوحدة الاقتصادية الخليجية الكاملة لتحقيق المواطنة الاقتصادية الشاملة». وتختتم القمة أعمالها اليوم الأربعاء بحضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريز ماي.