كان الشاعر الاردني الكبير سليمان المشيني وهو يصف الاردن بالكوفية الحمرا.. و أردن الجبهات السمرا.. والفارس لوّح للفارس.. والخيل تحمحم للغارة.. أردن يا داب دياره.. والزهر مفتح نواره.. كانما يقصد ذلك الشجاع المقدام الذي فقدناه اليوم واقفًا.. وامثاله من الرجال الرجال.
يٌجمع زملاء الباشا الراحل الفريق الركن المتقاعد العين جمال الشوابكة، على أنه كان محبوبا جدا دمث المعشر، مقلا في الحديث لكن مداخلاته عميقة عندما يتحدث.
الشوابكة كان على رأس عمله وبكامل عافيته حتى ظهر اليوم الإثنين، فقد شوهد في مجلس الأعيان خلال مناقشة قانون حماية البيانات الشخصية، قبل أن ينقل إلى المستشفى، ولم يعرف زملائه عن سيرة مرضية كان يعاني منها.
للباشا الذي رحل اليوم عن عمر ناهز 72 عاما تاريخ في العسكرية حيث خدم بعدة مواقع أهمها نائبا لرئيس هيئة الاركان المشتركة، وله ذكريات في رفقة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الخدمة العسكرية، وثقها الشوابكة في لقاءات عدة..
* العسكرية المميزة مع الملك
تعود علاقة الشوابكة بجلالة الملك عبدالله الثاني الى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حينما كان جلالته يأتي للتدريب في وحدة القوات الخاصة، وتجددت العلاقة حينما اصبح جلالته عقيدا في الجيش واصبح مساعدا لقائد القوات الخاصة.
وكان الشوابكة حينذاك عقيدا ايضا في ذات الوحدة، وتعززت العلاقة بعد ان تسلم جلالة الملك قيادة العمليات الخاصة.. يقول إن الملك كان يحمل افكارا عظيمة لتطوير وحدة العمليات الخاصة.
* قصة إخفاء مظلة الملك
روى الشوابكة أنه بعد تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وفي احد الأيام أراد جلالته القفز بالمظلة، لكن الشوابكة اخفى مظلة الملك الخاصة في مكتبه في محاولة لمنعه، وكل محاولات البحث عنها باءت بالفشل، فاعتذر الشوابكة من الملك.
وقال له حينها: "المظلة مفقودة يا سيدي" وبالفعل تمكن من الحيلولة دون قفز جلالة الملك بالمظلة، معللا ذلك بالقول "لانه اصبح اليوم ملكا ولا يجوز تعريضه لاية اخطار".
* الملك في منزل الشوابكة
وثق الإعلام زيارتين اثنتين لجلالة الملك عبدالله الثاني إلى منزل العين الشوابكة في بلدة خشافية الشوابكة شرق العاصمة عمّان، الاولى كانت في منتصف شهر حزيران من العام 2021 التتقى خلالها جلالته عددا من المتقاعدين العسكريين.
اما الزيارة الثانية كانت بتاريخ 10-10-2022، وذلك لتقديم واجب العزاء بوفاة نجل الشوابكة ماهر والذي فارق الحياة أثر مرضٍ عضال.
وكان زاره ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في منزله عام 2019.
رئيس لجنة الخدمات في مجلس الأعيان الدكتور مصطفى الحمارنة قال لـ عمون إن الشوابكة كان حاضرا في اجتماع اللجنة يوم أمس، كما حضر تحت القبة صباح اليوم، وظل مواضبا على حضور الجلسات والاجتماعات طيلة 3 سنوات زامله فيها باللجنة والمجلس عموما.
وأكد أن الراحل كان محبوبا جدا من زملائه في المجلس وهو شخص دمث، قليل الكلام لكن مداخلاته عميقة.
ونعاه رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز قائلا، إن الاردن فقد قامة وطنية كبيرة كانت عنوانا للعطاء والتضحية وكرست حياتها من أجل خدمة الوطن وقيادته الهاشمية، فالمرحوم وفي مختلف مواقع العمل المدنية والعسكرية وفي مجلس الأعيان، لم يبخل بأي جهد ممكن لأجل رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره وعزته.
وأضاف، أن ان المرحوم كان قريبا من كل اردني وعنوانا لنصرة الضعيف ومساعدة المحتاج.
ويذكر أن الراحل عمل خلال خدمته العسكرية نائبا لرئيس هيئة الأركان المشتركة – القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وقائدا للعمليات الخاصة المشتركة، وقائدا لوحدة الأمن والحماية الخاصة لحماية الطائرات والمطارات والسفارات الأردنية خارج المملكة، ورئيسا لأركان العمليات الخاصة، وقائدا للقوات الخاصة الملكية، وقائدا لمجموعة مكافحة الارهاب – القوات الخاصة الملكية.
كما عمل مستشارا خاصا لسمو الأمير غازي بن محمد، ومستشارا عسكريا للأزمات في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، ورئيسا لمجلس ادارة CLS الأمريكية، ومستشارا عسكريا لرئيس الجمهورية اليمنية.
وكان عضوا في مجلس الاعيان الـ 28، وعضوا في مجلس الأعيان الـ 29.عمون