استخدمت امريكا الدولة الراعية لحقوق الانسان والداعمة لقضايا الانسانية وحافظة السلم والامن في العالم حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الاممي الذي تقدم به الامين العام للامم المتحدة لوقف الحرب الغاشمة على غزة.
ان تقويض امريكا لهذا القرار يعد رسالة واضحة لا تدع مجالا للشك بأن امريكا شريكة للصهوينة في الحرب الدائرة في غزة والتي تهدف لتهجير أهل غزة وتفريغها من سكانها الشرعيين وهذه محاكاة لما حدث في امريكا عند بداية تأسيسها من ابادة وقتل وتهجير لسكانها الشرعيين اصحاب الارض.
ان منح حق النقض الفيتو للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن جاء ليرعى حقوق المدنيين ويحمي الدول الضعيفة ويحفظ الامن والسلم بعيدا عن كوارث وويلات الحروب وليس لتحقيق المصالح بعيدا عن الشرعية الدولية والعدالة وحماية حقوق الانسان.
ان ما قامت به امريكا يعد انتهاكا واضحا لكافة المواثيق والمبادىء التي تنادي بها الدول والمنظمات الاممية في اروقة الامم المتحدة الامر الذي يعد وصمة عار على جبين وسجل وتاريخ هذه الامم، حيث ان تصويت ثلاث عشرة دولة من أصل خمس عشرة دولة لم يشفع بتمرير مشروع هذا القرار الاممي لوقف نزيف الدم في غزة، في حين أن قرار دولة واحدة استباح العدالة ورجح كفة الظالم وأعطاه الحق في التنكيل والاجهاز على الضحية.
وفي النهاية فانه في ضوء هذا القرار الامريكي المتعنت بات جليا أن العالم الديمقراطي المتحضر والمجتمع الدولي وقف عاجزا امام هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على قرار ايقاف حرب الابادة واستباحة الارض الفلسطينية في غزة وقتل اهلها وتفريغها من اصحابها الشرعيين.