حفلت سنة 2023 باكتشافات علمية في العديد من المجالات، من الفلك إلى الجيولوجيا، والأحفوريات، وجسم الإنسان، وعالم الحيوان.
1. تموجات هائلة في نسيج الزمكان
اكتشف العلماء موجات جاذبية منخفضة التردد تتحرك عبر المجرة. ومن المحتمل أنها الأصداء البعيدة للثقوب السوداء الهائلة التي تتفاعل وتندمج على بعد مليارات السنين الضوئية. واكتشف اتحاد باحثين دوليين هذه الموجات بقياس الاختلافات الزمنية الصغيرة في الإشارات الراديوية الصادرة عن النجوم النابضة. وتشير النتائج إلى أنه كان هناك عدد أكبر بكثير من الثقوب السوداء العملاقة في الكون مما كان يعتقد سابقاً، ويمكن أن تساعد دراسة هذا النوع الجديد من موجات الجاذبية في كشف تفاصيل أصول الكون ومعرفة المواد والقوى غير المرئية التي تزود الكون بالطاقة.
2. جهاز ترجمة الأفكار البشرية
أعلن باحثون من جامعة تكساس في أوستن استخدام نظام جديد قائم على الذكاء الاصطناعي، يترجم نشاط الدماغ إلى تدفق مستمر لنص في المختبر. ولا يتطلب جهاز فك التشفير هذا، جراحة لزرعه، ولكنه يعتمد على فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية لالتقاط نشاط الدماغ.
وبدل توفير نسخ كلمة بكلمة، يفك النظام تشفير الدماغ بإنشاء قاموس لأنماط نشاط الدماغ بناءً على الاستجابة لكلمات أو صور.
3. أكبر حيوان على الإطلاق
يشير تحليل جديد للعظام الأحفورية للحوت القديم، "بيروسيتوس العملاق" الذي كان يجوب المياه على طول ساحل بيرو منذ أكثر من 37 مليون سنة، إلى أنه ربما كان يزن أكثر من 300 طن ويطوله 20 متراً. ولو كان ثقيلاً حقاً كما يظن العلماء، لكان أكبر حيوان على الإطلاق.
4.شفاه تي ريكس
يرجح أن التيرانوصور ريكس وغيره من الديناصورات آكلة اللحوم كانت لها ملامح مختلفة، وشفاه تغطي أسنانها الهائلة. وتوصل فريق علماء حفريات إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة نظائر حديثة لحيوانات ما قبل التاريخ، بما فيها الطيور والزواحف. وكتبوا أن التيرانوصور ريكس وآكلة اللحوم المماثلة ربما كانت لها أنسجة ناعمة تغطي أسنانها الحادة لحماية أفواهها وحماية قواطعها.
5. أدوات حجرية من 3 ملايين سنة
في جنوب غرب كينيا، اكتشف علماء آثار أدوات حجرية مدفونة جنباً إلى جنب مع حفريات من أشباه البشر بارانثروبوس، وهو قريب قديم غير بشري للإنسان. ويقدم اكتشاف الأدوات التي قد تكوم من 3 ملايين سنة ، دليلاً على أن أشباه البشر طوروا تقنيات حجرية، في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقاً.
وكانت لبارانثروبوس أسنان وفكين كبيرة، لذلك رفضت فكرة استخدامه أدوات حجرية إلى حد كبير لأنها لم تكن ضرورية لغذائه،حسب قول إيما فاينستون، عالمة الإنسان القديم في متحف كليفلاند للتاريخ الطبيعي، لمجلة ناشيونال جيوغرافيك.
6. العالم المفقود
تشير الأدلة الكيميائية المستخرجة من الصخور القديمة في أستراليا وأماكن أخرى إلى أن الخلايا المتطورة كانت شائعة بالفعل منذ حوالي ما بين 1.6 مليار و 800 مليون سنة، ما يدعم نظريات الجدول الزمني المبكر لأصول الحياة المعقدة.
لقد ثبت أن تطور حقيقيات النوى، الكائنات ذات نواة خلوية محددة بوضوح، بعيد المنال إلى حد كبير، لذلك اختار فريق بحث دولي أسلوباً جديداً للبحث عن المنتجات الثانوية للجزيئات التي تعتمد عليها حقيقيات النوى لتشكيل أغشية خلاياها. ورأوا أنه إذا عثروا على هذا الدليل في عينات الصخور القديمة، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود حقيقيات النوى.
ويعود تاريخ أقدم عينة من هذه الجزيئات، أخذ من تكوين بارني كريك في أستراليا، إلى ما قبل 1.6 مليار سنة، ما يدفع الأدلة الكيميائية لحقيقيات النوى إلى الوراء في الوقت المناسب لتتماشى بشكل أوثق مع الأدلة الجينية والأحافير الدقيقة.
7. 5500 كوكب
في أغسطس (آب)، بعد ثلاثة عقود من اكتشاف علماء الفلك الكواكب الأولى خارج نظامنا الشمسي، قال العلماء إنهم اكتشفوا 6 كواكب خارجية جديدة، ما رفع عدد الكواكب المعروفة إلى أكثر من 5500.
8. انقطاع الطمث لدى الشمبانزي
المعروف أن الحيتان القاتلة، والحيتان الطيارة قصيرة الزعانف، وكركدن البحر، والحيتان البيضاء، والحيتان القاتلة الكاذبة، والبشر، هي الكائنات الوحيدة التي تعرف انقطاع الطمث. لكن العمل الجديد الذي اعتمد على تحليل قوي وطويل الأمد للهرمونات في بول الشمبانزي يؤكد أن أنثى هذا الحيوان في حديقة كيبالي الوطنية في أوغندا، على الأقل، تعرف انقطاع الطمث وتستمر في الحياة.
وتشير دراسات البول، التي شملت إناثاً تتراوح أعمارها بين 14 و67 عاماً، إلى أن الشمبانزي تتعرض لانقطاع الطمث في الخمسين تقريباً، وهو ما يوفر تشابهاً مثيراً للاهتمام مع البشر. وتشير الأدلة إلى أنه في بعض أنواع الحيتان والدلافين، تساهم الإناث الأكبر سناً في تربية أجيال لاحقة، ولكن لا يبدو أن هذا هو حال الشمبانزي.
9. ولادة بلا تواصل جنسي بين تماسيح
في أحدث مثال على التكاثر اللاجنسي، أو التوالد العذري، أنجبت أنثى تمساح أمريكية وحيدة في حديقة في كوستاريكا دون ذكر. وسجلت هذه الظاهرة، التي تظهر عادة عندما تواجه الحيوانات ضغوطاً سكانية شديدة، سابقاً في حيوانات أخرى مثل كندور كاليفورنيا المهددة بالانقراض، وأنواع متعددة من أسماك القرش، وتنانين كومودو، وبعض الثعابين، ولكنها لم تحدث بين التماسيح. ولم تتصل التمساح الأم بحيوانات أخرى منذ 16 عاماً تقريباً، وأكد التحليل الجيني أن الوليد استنساخ جزئي لأمه. ورغم أن هذا الحيوان عاش في الأسر، إلا أن هذا الاكتشاف له آثار على أقاربه في البرية، حيث صنفه الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة معرضاً للانقراض.
10. جينوم جديد أكثر تمثيلاً
كشفت المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة هذا العام جينوماً شاملاً جديد، وهو تحديث تشتد الحاجة إليه للجينوم البشري المرجعي الذي وضع منذ 20 عاماً. ويجسد النموذج الجديد شريحة أكثر تمثيلاً للبشرية مع قدر أكبر من التنوع العرقي.
ويشتمل النموذج الجديد على تسلسل جينوم 47 شخصاً، ومن المقرر أن يشمل في النهاية حوالي 700 شخص. العينة المرجعية السابقة مستمدة إلى حد كبير من جينوم فرد واحد مع نقاط بيانات أخرى من آخرين معظمهم من أصل أوروبي.
وغم أن جينومات أي شخصين تكون عادةً متطابقة بنسبة تزيد عن 99%، إلا أن تفكيك الاختلافات الفردية يمكن أن يكشف رؤى أساسية لقابلية التعرض للأمراض وتوجيه قرارات العلاج الطبي الأساسية.