إسرائيل تفكر اليوم في مرحلة جديدة في حربها البربرية والهمجية على غزة أسمتها بالمرحلة الثالثة، وأنها تستعد لتطبيق إستراتيجية جديدة في حرب غزة، هذه المرحلة يتم فيها تقليص الجيش العمليات واسعة النطاق والتركيز على الهجوم الخاطف بقوات خاصة وفق معلومات إستخباراتية كان قد أعلن عضو الكابينت الحربي بيني غانتس إستعداد إسرائيل لتغيير صورة القتال في قطاع غزة، وذلك عندما قال لا نية لدينا لوقف الحرب، وسنواصل العمليات العسكرية لكن ضمن المرحلة الثالثة، وبعد هذا التصريح، نشرت هيئة البث الإسرائيلية خبراً جاء فيه : إن الجيش يستعد لإنهاء المناورة البرية في قطاع غزة، والأنتقال إلى تنفيذ غارات جوية محددة ومركزة وفقاً للمعلومات الإستخباراتية، وسيجري ذلك خلال الأسابيع المقبلة، ويبدو أن الإنتقال للمرحلة الجديدة من الحرب جاء بعد ضغوط الولايات المتحدة على إسرائيل، أو إستجابة من قيادة الحرب للنصائح الأميركية ألتي تحاول أن تبقى تل أبيب محافظة على الدعم الدولي لها، وفي آخر زيارة لوزير الدفاع الأميركي لإسرائيل، قال لويد أوستن أمام جميع الشاشات إنه يريد من الجيش الإنتقال من العمليات العسكرية الرئيسة في غزة إلى عمليات أكثر دقة، وهذه الإستراتيجية قد تخفف التوتر الإقليمي، أما عن الإستراتيجية الجديدة ألتي تنوي إسرائيل تنفيذها فيقال بحسب القراءات العسكرية وتحليل المواقف الأميركية والإسرائيلية فإنها تقوم على تقليص الجيش عملياته واسعة النطاق والتركيز على الهجمات المستهدفة، وفقاً للأقتراح الأميركي، فإن هذه المرحلة ستكون مبنية على المعلومات الإستخباراتية، وهذا يعني أنه لا لزوم لوجود المعدات العسكرية في داخل القطاع، إلا عند الحاجة إلى ذلك، أي الإنتقال إلى صيغة الأقتحامات اللوائية، بدلاً من الإجتياح بواسطة الفرق الأربع ألتي تقوم الآن بعملية برية واسعة، وأن هذه الإستراتيجية الجديدة تقتضي إستخدام قوات خاصة معززة بالدعم الجوي المحدود، ضد أهداف محددة مسبقاً، " مثلاً " وردت معلومة للجيش الإسرائيلي عن وجود مخزن سلاح، فإن القيادة تحرك معدات عسكرية معدودة وتحلق معها طائرات، وتدخل إلى غزة نحو المكان المحددة، وتنفذ مهمتها وتعود أدراجها، وفي هذه الحالة لا يتم إستخدام القصف الجوي إلا عند الضرورة وجود خطر ما، ويعتقد الآن بأن إسرائيل قد بدأت إستعدادها للأنتقال لهذه المرحلة، لكن ببطء شديد، وقد يستغرق الوصول إليها نحو ثلاثة أسابيع، أي إلى منتصف شهر كانون الثاني / يناير المقبل، وذلك مشروط بإنجاز المهام في مدينة خان يونس جنوباً، ويبدو أن إسرائيل اليوم تستعد لذلك بالفعل، إذ أعلن الجيش سحب قوات لواء غولاني من غزة وأخرج قوات المظليين والمدرعات من الشق الشمالي للقطاع، وجاء ذلك قبل ساعات من الإعلان الرسمي عن بدء الإستعداد للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة، ومن ملامح الإستعداد أنسحبت المعدات العسكرية من جميع مناطق شمال غزة، بإستثناء حي التفاح والدرج، وأعادت الإنتشار عند الشريط الحدودي، فيما ما زالت القوات المتوغلة في مدينة خان يونس منتشرة وتشن هجوماً عنيفاً هناك، وقد تكون مدينة خان يونس المحطة الأخيرة من المرحلة المكثفة من الحرب، وألتى قد ينتهي معها تزامناً التوغل الذي يستعد له الجيش الإسرائيلي في المحافظة الوسطى مخيم البريج وبعض أجزاء مخيم النصيرات، وكان قد طلب الجيش الإسرائيلي من سكان عدد من المناطق وسط غزة الإخلاء والتوجه جنوباً، في أحدث إشارة إلى توسيع الإجتياح البري للقطاع، ويقول المتحدث بأسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بأن القوات الإسرائيلية هي اليوم على وشك إكمال العمليات في المناطق الشمالية من قطاع غزة، وتواصل عملياتها البرية في خان يونس وتستعد لمواصلة القتال وتوسيع العملية في مناطق إضافية، وفي تلميح للمرحلة الجديدة، يقول نحن تقريباً من مرحلة السيطرة العملياتية الكاملة على شمال قطاع غزة، وهي المرحلة النهائية، ونستعد شيئاً فشيئاً للأنتقال إلى نمط مختلف للعمليات، بحيث تكون أكثر دقة، وحول سحب القوات من غزة يقول المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي نحن في ذروة العمليات العسكرية البرية، وذلك في جنوب القطاع، إنسحاب القوات يعد إستراحة محارب، وقد تمت السيطرة العملياتية، وخرجت القوات من المناطق بعد تفكيك البنية التحتية لـ حماس "حسب تصريحاتهم"، وبعد أن تمكنت من تحقيق أهدافها هناك، مؤكداً أن ذلك يأتي في سياق الإستعداد لتولي مهام جديدة، لم يفصح عنها، إلا أن المراقبين العسكريين يعتقدون بأنها النمط المختلف من العمليات، أي الإستراتيجية الجديدة، وتبقى إسرائيل مستمرة في إبادتها للفلسطيين والعالم كله يتفرج، في مرحلة من المفروض أن الدول العربية على الأقل تتحرك ولو برفع دعوة قضائية في حق مرتكبي هذه الجرائم المجرمين نيتياهو وبايدن في حق الفلسطيين في المحكمة الجنائية الدولية، وجاء المؤتمر الدولي لنصرة غزة الذي إنعقد في العاصمة الإيرانية طهران بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية وعميد الدبلوماسية الإيرانية السيد حسين أمير عبد اللهيان مؤخراً، وشاركت به أكثر من 60 دولة ومنظمات حقوقيه دولية ومنظمة يهود ضد الصهيونية الدولية وخبراء في القانون الدولي وكان لي شرف المشاركة به، حيث تم تشكيل لجنة قانونية دولية لرفع قضايا على إسرائيل لأنتهاكها القانون الدولي الإنساني والإتفاقيات الدوليه المتعلقة بحقوق الإنسان، وحظي هذا المؤتمر الدولي المنظم بكفاءة ومهنية عاليه بإهتمام مباشر من فخامة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي إفتتح المؤتمر وشارك في بعض الجلسات .