ما تتعرض له غزة خارج عن كل مفردات الوصف، فما قام به جيش الاحتلال الاسرائيلي من جرائم هجينة حتى على تاريخ البشرية و مصطلحاتها كما هي إسرائيل دولة لا يمكن توصيفها بشكل مشابه لأي كيان ضمن المنظومة الدولية، إن وصفناها إبادة جماعية أو محرقة أو تطهير عرقي أو جرائم حرب فهذا لا يعبر عن الوصف الحقيقي لما يحدث ، بل هي عملية محو و الغاء متكاملة الاركان و بنهج غير مسبوق لشعب كامل هو اصل الارض و ملحها على طريق محاولات شطبه عن الوجود ، و تاسيس صيرورة جديدة لعمليات الاحلال و التوسع الاستيطاني ، في ظل انكفاء مؤقت للمشروع و محاولات انتاجه من جديد على انقاض غزة التي استبيح فيها كل شيء الطفل و المرأة و الشيخ و حتى الحيونات و الطيور و الكنيسة و المسجد و المستشفى والبيوت و سيارة الإسعاف و الصحفي و الطبيب والمعاق ، لم يسلم من الشر احد ، باختصار اسرائيل بهذا العدوان أنتهكت كل المحرمات و القوانين الدولية ، واهم بل و اخطر ما كشف العدوان على غزة بعد السابع من اكتوبر ان اسرائيل والصهيونية اخطر على العالم و البشرية من النازيين ، و السؤال الخطير كيف سيصبح العالم بعد شطب القانون الدولي و إلغاء دور مجلس الامن و المؤسسات الدولية التي وقفت مشلولة أمام المذابح والانتهاكات في غزة .
غزة التي حُرق أطفالها و كل ما فيها كشفت (فضحت ) ان قيادات أوروبا و أمريكا لا علاقة لهم بالإنسانية ، كشفت ان لا قانون دولي أو إنساني يعتد به في هذا العالم ، ديمقراطيات وهمية ، كشفت ان الارهاب منظم تقوده الدول و رأس هذه الدول ومن يتزعمها امريكا ، كشفت ان مجلس الامن و المؤسسات الدولية أسماء وهمية لا دور لها و تتحكم بها و تديرها امريكا وفق أهدافها و مصالحها ، بل و تستخدمها كغطاء لحربها ضد البشرية و إستعباد الشعوب في كل أنحاء العالم .
غزة التي حُرمت من الماء و الكهرباء والدواء و مقومات الحياة كشفت ان اسرائيل دولة وظيفية و ليست وجودية و كل المجتمع الاسرائيلي ارهابي و هم مجموعة قتلة مرتزقة تم تجميعهم من كل أقطار العالم لتنفيذ مشروع أمريكي أوروبي في استغلال و استعمار منطقة الشرق الأوسط و نهب خيراتها ، حيث لم نشاهد شخص واحد داخل المجتمع الاسرائيلي يرفض ما يقوم به جيشهم النازي من جرائم تبث على الهواء مباشرة ، لم نسمع ان طيار اسرائيلي رفض الخدمة أو رفض قصف حضانة أطفال أو مستشفى في غزة بل إننا شاهدناهم يرقصوا وهم يشاهدوا و يسمعوا صرخات الأطفال تحت انقاض البيوت التي هدموها ، جنودهم و سياسيهم قالوا بوضوح لا يوجد مدني في غزة و أعطوا أوامر القتل بشكل علني و على لسان وزير دفاعهم " اقتلوا أهل غزة فهم حيونات بشرية " و قال : اقطعوا عنهم الماء والكهرباء وحتى الهواء ، ونتساءل أين حدثت مثل هذه الجرائم في التاريخ ؟ وهل مر على البشرية مجرمون وحوش كقادة اسرائيل و امريكا و اوروبا ؟! اطلاقاً لم يمر و لن يمر ، غزة رسخت صورة اسرائيل الحقيقية ، إنها اسرائيل النازية ، و فضحت المعايير المزدوجة التي تتبناها دول الغرب حيث الطفل في اوكرانيا واسرائيل و امريكا يختلف عن الطفل في غزة و سوريا و العالم الثالث.
غزة التي حاصرتها اسرائيل ١٧ عاما و تحتل فلسطين منذ ٧٥ عاما و ارتكبت بحقها اكثر من ألف مجزرة ومذبحة كشفت ان صاحب الأرض لا يمكن ان يُهزم ، وان الحل يكمن فقط بمنح الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير و إقامة دولتهم المستقلة .
غزة كشفت ان الثورة لا تموت و إن القادة الثوريون لا ينتهون مهما فعلت اسرائيل من اغتيالات و إعدامات ، و 7 اكتوبر لم يكن جديداً كان في عملية عيلبون و الكرامة و الليطاني و سافوي و عيون الحرامية و عملية الساحل و ديمونة و معركة مخيم جنين و رعد خازم و عدي التميمي و علقم ، كانت 7 اكتوبر و ستبقى و تتكرر ما دام الاحتلال موجودا في فلسطين أو اي بقعة محتلة في العالم ، و تنتهي فقط بزوال الاحتلال و رفع الظلم عن شعب فلسطين و الشعوب الأخرى .
غزة كشفت ان الأمة العربية والإسلامية لم تمت فقد تحركت دفاعا عن فلسطين حدود لبنان و جبال اليمن و صواريخ العراق و شوارع مصر و الأردن و المغرب و الجزائر و ليبيا و تركيا و إندونيسيا و الكويت وغيرها، بل أظهرت أن شعوب العالم الحرة من قلب أمريكا و اوروبا انتفضت ضد استباحة دماء الأطفال و الإبادة الجماعية و تحويل البيوت لافران وحرقها بالدبابات و الطائرات الاسرائيلية و كلها هتفت للحق الفلسطيني و وقف الجميع صفا واحداً لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة بل و اجمعوا ان الحل بمنح الشعب الفلسطيني دولته المستقلة و إنهاء الاحتلال .
غزة كشفت ان جيش الاحتلال لم يعد الجيش الذي لا يقهر ، و سقطت تحالفات و اتفاقيات ابراهام و ان اسرائيل لم تحمي نفسها فكيف ستحمي بعض العرب المتخاذلين المطبعين و كيف ستكون امينة على مشاريع امريكا و الغرب الاستعمارية.
بعد محرقة غزة و التطهير العرقي والإبادة الجماعية لن تستطيع اسرائيل وغيرها إستخدام الهولكوست و التصرف كضحية بل اصبحوا الآن شركاء هتلر ، بل يعتبر هتلر احد تلميذهم بالإجرام و هم معلمون له ، ضحايا الهولوكوست من المانيا النازية و ضحايا شعبنا في فلسطين و غزة هم فقط الضحية لهؤلاء النازيين العنصرين في اسرائيل و أمريكا وألمانيا ومن وقف معهم و دعمهم بالسلاح والمال و الموقف السياسي و الذين اخلوا مصطلح " الدفاع عن النفس " للمجرم القاتل المحتل للأرض و البشر و الحجر.
بعد السابع من اكتوبر ستكون اسرائيل جديدة و فلسطين جديدة و أمة عربية و إسلامية جديدة بل و عالم و قوانين دولية جديدة ، و سيتحتم على العالم إقرار قوانين دولية جديدة بل و تأسيس مجلس امن و امم متحدة لا تتحكم بها دولة أو خمس دول دائمة العضوية ، و العالم سيختار من اجل استقراره هيئات دولية تحميه و تنصف المظلوم أو يذهب العالم لحروب عالمية لا يتحكم بها احد ، و الفوز بها لمن يضرب الضربة النووية الأولى و التي قد تؤدي لهلاك البشرية و انتهاء الحياة ، كل ذلك سببه دولة مارقة هي اسرائيل النازية العنصرية التي تم إيجادها على جثث الأبرياء و المدنيين الفلسطينيين .