تغيير الراي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية، حصل بعد ان خرجت المظاهرات العالمية في العديد من الدول الاوروبية والعربية والاسلامية بما فيها امريكا، المظاهرات لعبت دورا في كشف النوايا الحقيقية الاسرائيلية الساعية لشطب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية السياسية عن الخارطة العالمية لصالح اقامة "الدولة التلمودية الكبرى"، المظاهرات العالمية نددت بحرب الابادة الهادفة الى تدمير كل ما هو فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة كخطوة استباقية لتصفية القضية الفلسطينية.
قبل ذلك اغلقت اسرائيل الباب المفاوضات التي سميت زورا وبهتانا "عملية السلام" بغطاء ودعم امريكي تعامى عن الممارسات الاستيطانية وسياسة القتل الاسرائيلية ضد الفلسطينيين لتصفية القضية الفلسطينية، وتحمي اسرائيل في مجلس الامن عبر "الفيتو" لافشال اي قرار يصب في مصلحة الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية العادلة، سقطت كل الاقنعة الغربية الاستعمارية وادعاءتها بـ"تبني الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان" الغرب صمت صمت القبور امام منهج الابادة والتهجير والتطهير.
الدعم الغربي والامريكي في حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي وتهجير الفلسطينيين وتقديم السلاح والمال، وفر الضوء الاخضر لقيام الجيش الاسرائيلي بارتكاب مسلسل من المجازر والدمار الشامل للحياة الفلسطينية في قطاع غزة، وتسارع توسع البناء الاستيطاني وانفلات العنف المستوطنين في الضفة الغربية، اسرائيل فشلت في تفكيك المقاومة وحركة حماس، والجيش الاسرائيلي فشل في تحقيق اي انتصار عسكري او سياسي، وفشل في استعادة الاسرى الاسرائيليين من قطاع غزة.
يقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، يوم الجمعة، إن إسرائيل تبدي إشارات على بدء تورطها في رمال القطاع، فيما وقت المخطوفين الاسرائيليين ينفد، والضفة الغربية تقترب من الانفجار، لكن الحكومة الاسرائيلية، خاصة رئيسها، يبدون غير قلقين بشكل خاص، وقال المحلل الشؤون السياسية والحزبية في "هآرتس" يوسي فرطر، إن نتنياهو يفضّل بن غفير على جو بايدن، ويهدد علاقات إسرائيل بأمريكا، ويكذب ويزوّر، مشدداً على أنه في كل يوم يمضي يتبيّن أنه لا يصلح لقيادة إسرائيل.
المقاومة الفلسطينية المستمرة في قطاع غزة تلعب دورا ايجابيا في مواجهة سياسة التهجير والتطهير وحرب الابادة الجماعية للمحافظة على بقاء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وابقاء حالة الصراع المفتوح، وتمسك الشعب الفلسطينيني بالعملية الكفاحية والنضالية بهدف كنس وازالة الاحتلال والاستيطان، "طوفان الاقصى" رفع راية التحرير لتحقيق الحرية، وحطم اسطورة "الجيش الذي لا يقهر" واسقط سياسة التهويد والتمييز العنصري مرة واحدة والى الابد.
طوفان الاقصى والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني والفشل والعجز الاسرائيلي في تصفية القضية الفلسطينية، دفع الدول العربية للبدء بالحديث عن تقديم مبادرة لوقف الحرب في قطاع غزة، وبناء الدولة الفلسطينية، وفي نفس الوقت، واكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض وقفا كاملا لإطلاق النار في قطاع غزة.
اسئلة كثيرة تنتصب امام المبادرين العرب، ما هي البرامج والاليات العملية للبدء في انشاء الدولة الفلسطينية ووقف اطلاق النار وتفكيك المستوطنات بالضفة الغربية والقدس المحتلة في ظل معارضة امريكا لوقف اطلاق النار؟ هل الافراج عن الاسرى الاسرائيليين سيقابله الافراج الكامل والشامل عن الاسرى الفلسطينيين؟ هل اقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين السعودية واسرائيل قبل اقامة الدولة الفلسطينية ام بعد اقامة الدولة؟ ما هي الاولوية العربية هل تتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية وحصول الفلسطينيين على عضوية كاملة في الامم المتحدة كخطوة تعزيزية للرواية الفلسطينية؟ هل الدول الغربية المنددة بـ"طوفان الاقصى" ونضال وكفاح الشعب الفلسطيني ستوافق بسهولة على اقامة الدولة الفلسطينية؟ هل سيدخل العرب والفلسطينيين في دهاليز مفاوضات لا نهاية لها كما كان "الحال في اتفاق اوسلو"؟ هل الدول الغربية وامريكا قادرون على ممارسة الضغط وفرض حل اقامة الدولة الفلسطينية على الاحزاب الاسرائيلية الرافضة لاقامة الدولة الفلسطينية؟ اسرائيل لا تعترف بالحدود لانهم يعتبرون حدود دولتهم من الفرات الى النيل، هل المبادرة العربية ستوقف الاطماع الاسرائيلية التوسعية؟ ما هي الاليات العربية لمواجهة التحديات والمخاطر الاسرائيلية الاستعمارية الطامحة في نهب الخيرات وتسخير العالم العربي وخيراته لخدمة ماربهم الاستعمارية؟