نيروز - بقلم الدكتور نبيل الكوفحي رئيس بلدية اربد الكبرى
من لوازم الايمان؛ الايمان باسماء الله وصفاته، ومن تلك الاسماء القادر والقدير ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ) والناصر والنصير ( بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ).
نصرة الله لعباده المومنين تقوم على أسباب كثيرة سبق ان تحدثنا عن ابرز عشرة أسباب في سلسلة سابقة. يأتي نصر الله بأشكال عدة، احتوى القران الكريم كثيرا من حوادث النصر للانبياء السابقين، كما اشار الى عدد منها في حياة الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
في غزوة الاحزاب التي كانت بتحريض من يهود بني قريظة؛ تحزبوا فكَثرُ أعداء الامة. فأعد المسلمون العدة المستطاعة، ووضعوا خطة الحرب وابرزها حفر الخندق وحشد الجنود وربطهم بالله تعالى. وصل الحال بالمسلمين الى درجة عالية من الخوف، وقد صور ذلك القران الكريم بصورة دقيقة ( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا). بعد ان استحق المسلمون المؤمنون النصر جاءهم نصر الله، ولم يكن بخلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من الصحابة كيف يأتي نصر الله، لكنهم كانوا موقنين انه قادم لان وعدهُ لا يُخلف.
جاء شكل النصر من غير توقع من احد، فكل المخلوقات تسبح بحمده ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ). وكما جاء ايضا ( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون).
بعد قرابة شهر من الثبات جاءت الريح نصرا من الله لعباده ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا)، فقلعت خيامهم وقلبت قدورهم بحيث استحال عليهم البقاء، واما الجنود التي لم يراها المسلمون فقد دب الرعب والريبة ببعضهم في قلوبهم فتفرقوا عن الهدف، وبالتالي عدم القدرة على مهاجمة المسلمين المتحصنين وراء الخندق. لم يقاس النصر بعدد القتلى من العدو، اذ تقول بعض الروايات انهم ثلاثة، لكن النصر كان بعدم تحقيق الهدف وهو استباحة المدينة بعشرة الاف مقاتل وقتل المسلمين. فردوا خائبين مهزومين.
ما يحدث في غزة الآن مؤلم، وقد ضحوا كثيرا وُهجروا من ديارهم، وكلنا يدعوا لهم بالثبات والنصر وربما نتساءل: متى نصر الله؟! . نحن معنيون باستمرار دعمهم والبحث عن طرق فعالة لنصرتهم، وحينما يبذلوا ونبذل استحقاق النصر سياتي نصر الله من حيث لا نتوقعه، فالعبرة كما رأينا في غزوة الخندق، عدم تحقيق اهداف العدو. والى قراءة اخرى في مقال جديد ان شاء الله.