وصلت معدلات انتشار شبكات الجيل الخامس إلى مستوى غير مسبوق حول العالم، خاصةً مع انتشار الخدمات في دول ذات كثافة سكانية كبرى، مثل البرازيل والهند وماليزيا، فيما تواصل الصين العمل على تطوير الجيل الجديد 5.5G.
وذكر تقرير لشركة أوكلا، أن متوسط معدلات تنزيل البيانات ارتفع بنسبة 17% خلال عام 2023، إذ وصل المتوسط إلى 207.42 ميجابت في الثانية الواحدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن متوسط معدل رفع البيانات ارتفع بنسبة 1% فقط إلى 19.90 ميجابت في الثانية الواحدة.
وبقي متوسط معدل التأخير في الاتصال دون تغيير يذكر عند 44 مللي ثانية، وهو الرقم الذي يظل ثابتاً لدى معظم مستخدمي شبكات الجيل الخامس حول العالم.
وفي الوقت الذي وصلت فيه الهواتف الذكية العاملة بشبكات الجيل الخامس إلى 657.6 مليون هاتف، وهو ما يمثل نسبة 59% من إجمالي السوق العالمي للهواتف المحمولة وفقاً لإحصائيات Statista، فإن الصين تعمل على تطوير الجيل الجديد 5.5G بالتعاون مع شركتي هواوي تكنولوجيز وتشاينا يونيكورن.
ويهدف هذا التعاون إلى الاستعداد لبدء التطبيق السريع للمعايير التقنية الخاصة بشبكات 5.5G، وذلك بهدف تطوير سرعات الشبكة وتمكين إنشاء المصانع الذكية على نطاق أوسع.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التطور في إحداث طفرة صناعية ملحوظة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية.
ووضعت مؤسسة 3GPP الدولية معايير الاتصالات العالمية الخاصة بشبكات 5.5G في عام 2021، ومن المتوقع أن يتم إصدار الإصدار النهائي من تلك المعايير، المعروف باسم "الإصدار 18" Release 18، بحلول النصف الأول من العام المقبل، وفقاً لتصريحات سونج شاودي، مدير التسويق بمجموعة "هواوي" لقطاع خدمات شبكات الاتصالات.
وأشار شاودي إلى أن الموردين الدوليين سيحتاجون إلى إعداد وضبط منتجاتهم وتهيئتها، لتتناسب مع معايير الشبكات الجديدة 5.5G، عندما تبدأ عملية تطبيقها الفعلي العام المقبل.
من المتوقع أن يقدم الجيل الجديد 5.5G مستويات فائقة من السرعة والأداء، إذ تصل سرعة نقل البيانات إلى 10 جيجابت في الثانية، مقارنة بـ1 جيجابت في الثانية في الجيل الخامس 5G. كما سيتم خفض معدلات التأخير في نقل البيانات بشكل ملحوظ، مع تحسين كبير في أداء شبكات إنترنت الأشياء IoT، مما سيساهم في رفع كفاءة خطوط الإنتاج الصناعية.
وفي المقابل، وعلى الرغم من أنها لم تتمكن بعد من تطوير شريحة المودم الخاصة بها لتشغيل شبكات الجيل الخامس 5G على متن أجهزتها، إلا أن ذلك لم يمنع شركة أبل من السعي نحو تعزيز صفوفها بكوادر قادرة على العمل على تطوير شرائح مودم تدعم شبكات الجيل السادس من خدمات المحمول 6G.
وأظهر تقرير نشرته "بلومبرغ"، أن أبل نشرت على موقعها الرسمي مؤخراً إعلان توظيف يبحث عن مهندس متخصص في تصميم "شرائح المنصات الخلوية"، ستكون وظيفته الأساسية قيادة وتنظيم عمليات تصميم وإنشاء معمارية شرائح 6G.
وبحسب التقرير، فإن المهندس الذي تبحث أبل توظيفه سيكون مسؤولاً عن وضع مجموعة من المعايير التطبيقية ونماذج المعمارية المرجعية بهدف تطويرها، لوضع رؤية واضحة بشأن تطبيقات الجيل السادس من خدمات المحمول.
يُذكر أن تلك ليست المرة الأولى التي تحاول أبل توظيف مهندسين وباحثين في مجال تطوير شبكات 6G، فقد بدأت تحركاتها في هذا المجال منذ 2021.