على مر التاريخ، ارتدى الملوك والأمراء العديد من التيجان الرائعة، وتزينوا بها في المناسبات الرسمية أمام العامة، وفي حين ظل بعضها موجوداً حتى يومنا هذا، وتتوارثه العائلات الملكية جيلاً بعد جيل، إلا أن العديد منها كان ذات يوم في أيدي الملوك، ومنذ ذلك الوقت، تركت أصحابها وراءها لأسباب مختلفة، إذ تم تفكيكها أو سرقتها أو بيعها.
هنا، نعرض قائمةً ببعض التيجان المفقودة الأكثر إثارة للاهتمام، التي جمعتها الكاتبة والمؤرخة لورين كينها، المتخصصة بأخبار مجوهرات العائلات الملكية.
- تاج الأميرة كريستينا الألماسي واللؤلؤي:
حمل هذا التاج الصغير المصنوع من الألماس واللؤلؤ نسباً ملكياً كبيراً، إذ كان ملكاً للملكة صوفيا ملكة السويد، وبعدها انتقل التاج لابنها الثاني، الأمير أوسكار، الذي اضطر للتخلي عن لقبه ليتزوج إحدى وصيفات العائلة الملكية، إيبا مونك، فأعطت إلسا سيدرغرين، الابنة الثالثة لأوسكار، التاج للأميرة كريستينا؛ لكونها عرابتها.
لكن للأسف، سُرقت القطعة من منزل كريستينا عام 2012، وقد ألقى اللص التاج من فوق جسر في استوكهولم، ورغم أن الغواصين بحثوا عنه، فلم تتم استعادته.
- تاج ماريا ألكساندروفنا الألماسي:
عندما تزوجت الدوقة الكبرى ماريا ألكساندروفنا من روسيا، من دوق إدنبره (ابن الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت) عام 1874، قدم لها والدها هدية زفاف تقليدية، كانت عبارة عن تاج من الألماس على طراز كوكوشنيك (غطاء الرأس النسائي القديم، وهو رمز للزي الوطني الروسي).
وانتقل التاج في النهاية إلى حفيدتهما الملكة ماريا ملكة يوغوسلافيا، لكن بعد إلغاء النظام الملكي في يوغوسلافيا ووفاة الملكة ماريا، باع أحفادها التاج في مزاد عام 1960.
- تاج Sunburst البافاري:
ظل هذا التاج يُرتدى في المناسبات الملكية حتى وقت قصير قبل بيعه، وكان هدية زفاف من الملكة إيزابيلا الثانية ملكة إسبانيا لابنتها، إنفانتا ماريا دي لاباز، التي تزوجت الأمير لودفيج فرديناند، أمير بافاريا، عام 1883، إذ يحمل التاج بعض الرمزية لآل بوربون، التي لا تزال تحكم إسبانيا حتى اليوم.
وظلت نساء العائلة الملكية البافارية ترتدي هذه القطعة حتى عام 2013، حيث تم بيعها في دار سوثبي للمزادات بأكثر من 180 ألف دولار.
- تاج الملكة مود اللؤلؤي:
لا تزال السيدات الملكيات في النرويج يرتدين تاجاً من الألماس واللؤلؤ تماماً، مثل ذلك الذي كانت تملكه الملكة مود، لكنه في الواقع نسخة دقيقة جدًا عن الأصل. ففي عام 1995، أرسل النرويجيون مجوهراتهم إلى دار جارارد للمجوهرات، في لندن لتنظيفها وإصلاحها.
وخلال ذلك، حدثت مأساة التاج، حيث اقتحم اللصوص غرفة عمل الصائغ البريطاني جارارد، وسرقوا تاج الملكة مود الألماسي واللؤلؤي، ولم يستطع أحد العثور عليه.
وكنوع من الاعتراف بالذنب، ابتكرت دار المجوهرات نسخة طبق الأصل من التاج الأصلي والألماس واللؤلؤ، وهو التاج الذي ترتديه الملكة والأميرات النرويجيات اليوم.
- تاج هاروود سكرول:
عندما تزوجت الأميرة ماري، ابنة الملك جورج الخامس، من الفيكونت لاسيليس (وريث عائلة هاروود إيرلدوم) عام 1922، حصلت على هدايا زفاف فخمة، كان من بينها هذا التاج الألماسي الضخم، الذي يمكن ارتداؤه مع عنصر مركزي من الألماس أو الياقوت. وعندما توفيت ماري عام 1965، بيعت جميع مجوهراتها تقريباً في مزاد علني، بما فيها التاج الذي بيع بحوالي 10 آلاف جنيه إسترليني. أما الياقوت، فقد تم بيعه مقابل 10 الآف و500 جنيه إسترليني إضافية.
- تاج نظام حيدر آباد:
كان التاج الزهري، الذي يعود إلى حقبة الثلاثينيات، والذي تضمن ثلاثة عناصر بروش قابلة للإزالة، هدية زفاف الملكة من نظام حيدر آباد إلى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية. لكن تم تفكيكه عام 1973 من قبل دار جارارد، لإنشاء التاج الألماسي والياقوتي، الذي ارتدته الملكة في ما بعد.
- تاج بولتيمور:
امتلكت الأميرة البريطانية مارغريت هذا التاج بنفسها، وارتدته في حفل زفافها عام 1960. لكن بعد وفاتها، كان على ابنائها بيعه لدفع الضرائب العقارية، وقد بيع بنحو 1.7 مليون دولار في مزاد عام 2006.
- عصابة رأس كارتييه الخاصة بالملكة إليزابيث:
كان هذا التاج بمثابة عصابة رأس من الألماس والبلاتين، صممتها دار كارتييه للملكة إليزابيث، زوجة الملك ألبرت، وغالباً كانت تزين إليزابيث جبينها بهذه القطعة على طراز العشرينيات. وفي وقتٍ لاحق، انتقلت القطعة للأميرة ليليان، التي كانت شقيقتها متزوجة من جان جاك كارتييه. لذا عام 1987، باعت ليليان التاج إلى شركة كارتييه، وهو قرار تسبب ببعض المشكلات داخل الأسرة.
- تاج هدية زفاف الملكة ألكسندرا:
لسنوات، أعرب صائغو المجوهرات عن أملهم أن يكون هذا التاج، الذي غالبًا يطلق عليه اسم «Rundell Tiara»، بسبب الارتباك حول صانعه، مخبأ في قصر بكنغهام. لكن للأسف، ليست هذه الحال، حيث كانت هذه القطعة جزءاً من مجموعة المجوهرات التي طلبها الملك إدوارد السابع من دار جارارد، لعروسته، ألكسندرا، من الدنمارك، عام 1863. لكن ألكسندرا قدمت التاج إلى ابنتها غير المتزوجة، الأميرة فيكتوريا، التي تخلصت من هذه القطعة الثمينة في ما بعد، بحسب ما جاء في كتاب «مجوهرات الملكة» للكاتب هيو روبرتس.