تمر السنوات وتحسب بمدتها وفقا لما هو متعارف عليه اما أن تكون فضية او ذهبية او ماسية وغيرها من المسميات؛ وقد مضت خمسة وعشرين عاماً على تسلم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية ليبدأ بإكمال مسيرة الهواشم القومية والوطنية، والتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، وفي هذه الايام نحتفل بهذا اليوبيل الفضي لجلالته والتي تم خلالها تحقيق نهضة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك القطاع العسكري الذي هو من اوليات جلالته، وحرص الأردن خلال هذه المدة على مواكبه تطورات العصر والتي على رأسها التطور التكنولوجي لتشمل كافة المجالات والمستويات السابقة، ولعل من يعود إلى لغة الأرقام في مختلف القطاعات الدالة تتضح له الصورة بشكل أدق على ما تحقق من إنجازات في هذه القطاعات، ومر الأردن منذ عام 1999 إلى يومنا هذا بمجموعة من التحديات والصعاب التي لا يكاد أن يخلو عام منها وخاصة الاقتصادية جراء ما حدث من صراع إقليمي استطاع الأردن وبقيادة جلالته الحكيمة أن يتجاوز كل هذه الصعاب لتكون في الأردن ثورة بيضاء في تطوير مؤسسات الدولة كافة، وبيّن الملك هذا الأمر في احدى خطب العرش السامي بقوله: "لقد أثبتت التجارب من حولنا أن الانتقال ضمن برامج واضحة، هو الطريق الآمن لتحقيق التحديث المطلوب، حفاظا على المكتسبات وحماية للاستقرار، ونحن عازمون على السير في هذا الاتجاه بمسؤولية ودون تردد أو تأخير، لتعزيز مصادر قوة الدولة، مجتمعا ومؤسسات". وهذه النظرة المتزنة الواعية لما يحدث من حولنا قادت الأردن إلى الأفضل وأن يكون ومثالاً يحتذى به فيما يتعلق بالأمن والأمان والاستقرار، وهذا عاد لما يحظى به جلالة الملك من احترام وتقدير عند مراكز الثقل السياسي العالمي، بالإضافة الى ما يتمتع به المواطن الأردني من وعي قاده بأن يكون حريصاً على وطنه من كل سوء ولهذا فأن هذا اليوبيل فضي بمدته وذهبيا بإنجازاته عظيما بما تحقق خلاله.