يطل عيد الفطر على أهل قطاع غزة، وهم مثقلون بالآلام والأحزان والإحباط، ولا سيما الأطفال الذين فقدوا ذويهم، جراء العدوان الغاشم الذي يعصف بالقطاع منذ 6 أشهر .
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر والجرائم بحق المدنيين العزل وجلهم من الأطفال والنساء وتسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة بالتاريخ الحديث، نتج عنها ارتقاء الآلاف من الشهد والجرحى، بينما لا يزال الآلاف تحت الركام وفي الشوارع وتمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول اليهم .
وأدى الغزيون صلاة العيد صبيحة اليوم الأربعاء، أول أيام عيد الفطر المبارك في أماكن نزوحهم بمخيمات الإيواء وفي خيامهم التي انتشرت فوق ركام منازلهم المدمرة، أو في العراء وفوق انقاض المساجد مبتهلين إلى الخالق سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يبعد الضر عنهم ويرحم الشهداء ويشفى الجرحى ويعيدهم إلى ما تبقى من منازلهم التي أنهكها العدوان الغاشم، كما أنهك أجسادهم، ولكنه لم ينال من عزيمتهم وصبرهم وصمودهم.
وتسللت معالم الحزن على وجوه الأطفال في غزة، ورسمت تقاسيمها على وجوههم بدل فرحة العيد، فهم لم يلبسوا ملابس العيد، ولكنهم يشعرون بالفخر لصمودهم فوق ركام منازلهم وهم ينظرون إلى تقاسيم وجوه أمهات الشهداء اللواتي فقدن الأبناء والبيوت ولم يبقى لهن إلا تراب غزة الطهور الذي يعطره دماء الشهداء جراء الحرب الوحشية، ولكن صمود الغزيين الأسطوري أبهر العالم وحرف بوصلة السياسية العالمية في المنطقة، ما جعلهم علامة فارقة بتاريخ البطولة والفداء، رغم المجازر الشرسة وسفك دماء الأبرياء، ولكن العيد يبقى العنوان لصمود الغزيين وصبرهم.بترا