يا ليت الزمان يعود واللقاء يبقى الى الابد , ولكن مهما مضينا من سنين يبقى الموت هو الأنين ، وستبقى الذكريات قاموسا تتردد عليه لمسات الوداع والفراق ، والموت هو البقاء.
قيل للأمام علي بن ابي طالب عليه السلام: أهناك اشد من الموت ! !؟ قال نعم فراق الاحبة اشد من الموت .
الفراق حديثه الصمت وعندما يفيض بنا يكون لسانه الدموع ، لا ندري نبكي عليهم ام نبكي على انفسنا ،القلب كان لهم ولكن عند فراقهم يصبح القلب فارغا باهتا ،عندما يغيب شمس الاحبة عن سمائنا يصبح الكون ظلام دامس ،يصبح الكون دون الوان ودون اي ملامح او اصول .لم يعد سوى صدى اصواتهم ترن في أذاننا واكثر ما يدمي القلب اننا كنا لا نستطيع البوح بذلك وتركناهم يرحلون دون ان نخبرهم، كما ان الحياة بدونهم غربة وكم انهم كانوا سكنا لأرواحنا التائهة.
الفراق نار ليس لها حدود لا يشعر به الا من اكتوى بنارها وغزة خير مثال
يواصل الحرب المكثف والغير مسبوق على قطاع غزة جوا وبرا وبحرا ، مخلفا ألاف الشهداء والمصابين والجرحى معظمهم من الاطفال الابرياء والنساء ، فيما لا يزال آلاف من الشهداء والجرحى تحت الانقاض ولم يتم انتشالهم بسبب تواصل القصف الذي لا يرحم والحصار الخانق ،والقيود المشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الاوضاع الانسانية الكارثية.
الجوع يفتك باطفال غزة ونساء غزة وبقية ضحايا مجزرة الطحين لا يزالون على الشاطىء ،
لا يوجد رقم لضحايا اعداد الجوع الذي يفتك بسكان قطاع غزه والعالم لا يزال يستنكر ويستنكر ،ودون جدوى !
لا يوجد للشعب الفلسطيني مسير حقيقي والعمل المرعب والمؤلم ، هو انتهاك اخر للقانون الدولي والمبادئ الانسانية وللأوامر المؤقتة الملزمة الصادرة عن محكمة العدل الدولية. لا يوجد موقف حازم ، ( الضرب بعرض الحائط.)
وهكذا استقبل اطفال غزة عيد الفطر السعيد وسط ظروف انسانية واقتصادية قاسية مع استمرار الحرب الذي حرمهم من الاستمتاع بأجواء العيد كما اعتادوا عليه قبل الحرب .
آتى عيد الفطر هذا العام بدموع انهالت على اهالي غزة بفقدان الاهل والاحبة في حرب خضم تجاوزت الستة اشهر مخلفة وراءها الاضرار والخسائر بمختلف انواعها حتى مياه الشرب لم تعد موجوده ، لم يتمكنوا من صناعة حلوى العيد المعروفة ( بالكعك والمعمول)، وعمل القهوة العربية التي كانت رائحتها تفوح الحي ،وشراء الملابس الجديدة الى جانب العديد من مظاهر العيد التي غابت وتحديدا الأطفال منهم .
خنساء غزة تودع ابنها الثالث شهيدا بهتاف " فداء الاقصى والقدس".
آن الاوان ان يعيش الشعب الفلسطيني كباقي شعوب الدنيا له جواز سفر وهوية وله مكانة مرموقة بالكرامة والعزة والامل بغد افضل .