تعرَّض مقدم البرامج التلفزيونية المخضرم "راجح عمر"، على الهواء مباشرة لحالة طبية طارئة جعلته يتلعثم في الكلام ويواجه صعوبات في القراءة أثناء تقديمه لنشره الأخبار، بالإضافة الى شخوصٍ ملحوظ في عينيه، وبعد تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، كشف الأطباء أن المذيع البالغ من العمر 56 عامًا تعرَّض لسكتة دماغية صغيرة تعرف باسم النوبة الاقفارية العابرة (TIA).
فما هي السكتات الدماغية الخفيفة والعابرة؟
بحسب تقرير مفصل نشرته صحيفة "تلغراف" فإن السكتة الدماغية البسيطة، والمعروفة أيضًا باسم النوبة الاقفارية العابرة (TIA)، تستمر لمدة دقائق، ما يعيق تدفق الدم مؤقتًا إلى جزء من الدماغ والحبل الشوكي وأحيانًا الجزء الخلفي من العين، مسببة ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض.
وتحدُث عندما تؤدي جلطة دموية إلى انسداد الشريان؛ ما يحرم المنطقة المصابة من الأكسجين والمواد المغذية. وغالبًا ما توصف السكتة الدماغية البسيطة بأنها "نوبة قلبية في الدماغ".
الفرق بين السكتة الدماغية العابرة والسكتة الدماغية الكاملة
يقول الدكتور "توم فرينش"، استشاري السكتة الدماغية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في فورث فالي، إن الفرق بين السكتة الدماغية البسيطة والسكتة الدماغية الكاملة هو أن الانسداد او تعطل تدفق الدم الى الدماغ، يكون مؤقتًا، ما يعني أن أي ضرر عادة ما يكون قابلاً للإصلاح دون التسبب في إعاقة دائمة.
وتُصنف الأعراض التي تختفي خلال 24 ساعة عادةً على أنها نوبة اقفارية عابرة (TIA).
كما تعتبر الإصابة بسكتة دماغية صغيرة أو عابرة، بمثابة علامة تحذير مهمة على زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية أكثر خطورة.
علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى أن واحدًا من كل خمسة أفراد أصيبوا بسكتة دماغية صغيرة سيتعرض لسكتة دماغية أو نوبة قلبية أو حتى الموت في غضون عام واحد، ولكن يمكن أن يساعد العلاج المناسب في تقليل المخاطر المرتبطة بهذ النوع من السكتات.
غير أن تشخيص السكتة الدماغية الخفيفة قد يكون أمرًا صعبًا بسبب تداخل الأعراض مع حالات أخرى، مثل: الصداع النصفي الشديد، أو انخفاض ضغط الدم بسبب ضعف صحة الشرايين، وهي حالة تصيب كبار السن في العادة.
الأعراض
تشمل الأعراض التقليدية للسكتة الدماغية العابرة أو البسيطة ما يأتي:
تداخل وتلعثم في الكلام، والارتباك، وصعوبة فهم الآخرين
فقدان مفاجِئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، أو عدم وضوح الرؤية، أو الرؤية المزدوجة
ضعف أو تنميل أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق، وعادةً ما يكون ذلك في جانب واحد من الجسم
فقدان التوازن
صعوبة في البلع
الدوخة
كيف يمكن التمييز بين السكتة الدماغية البسيطة والصداع النصفي؟
قد يكون التمييز بين السكتة الدماغية الخفيفة (TIA)، والصداع النصفي، أمرًا صعبًا بسبب تشابه الأعراض، إذ أظهرت الدراسات أن جزءًا كبيرًا من مرضى TIA المشتبه فيهم يعانون بالفعل من الصداع النصفي، والتي تشترك في العديد من الأعراض مع السكتات الدماغية الخفيفة.
وفي حين أن كلتا الحالتين يمكن أن تنطوي على صعوبات مؤقتة في الكلام، والارتباك، والتغيرات الحسية، فإن السكتات الدماغية البسيطة تتميز عادةً بفقدان الوظائف الحسية. ومع ذلك، من المهم لأي شخص يعاني أعراضًا مقلقة أن يسعى للحصول على رعاية طبية فورية، إذ إنه من الصعب إجراء تشخيص نهائي دون تقييم طبي.
الأسباب وعوامل الخطورة
ارتفاع نسبة الكولسترول أو ضغط الدم
ثقب في القلب
إصابات الرقبة
رجفان أذيني (عدم انتظام ضربات القلب)
ما يجب فعله في حال الإصابة بالسكتة الدماغية العابرة
يوصي الأطباء باستخدام دليل إرشادي لتحديد الأفراد الذين يجب أن يتلقوا رعاية طبية فورية حال الاشتباه في إصابتهم بسكتة دماغية. فإذا كانت الإجابة عن أيٍّ من الأسئلة التالية هي "نعم"، فمن المستحسن الاتصال بخدمات الطوارئ:
- هل يعاني الشخص فجأة من مشكلة في التوازن أو التنسيق؟
- هل يعاني الشخص من عدم وضوح الرؤية المفاجئ أو ازدواج الرؤية أو فقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما دون ألم؟
- هل يجد الشخص صعوبة في رفع ذراعيه؟
- هل يواجه الشخص صعوبة في التحدث بوضوح، وفهم ما يقوله الآخرون؟
التشخيص
عندما يرى المريض طبيبًا متخصصًا في السكتة الدماغية بعد تعرضه لسكتة دماغية صغيرة، سيطرح الطبيب أسئلة حول الأعراض والمدة ويجري فحوصات مختلفة لتقييم القوة والإحساس والرؤية ومهارات التنسيق والعوامل الأخرى ذات الصلة.
وربما تشمل الاختبارات الإضافية قياس ضغط الدم، وفحص الكوليسترول، وتقييم النشاط الكهربائي للقلب بحثًا عن علامات الرجفان الأذيني، وإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية للتحقق من وجود تضييق أو انسداد في شرايين الرقبة المؤدية إلى الدماغ.
وإذا كانت هناك مخاوف، قد يتم إجراء تصوير الأوعية المقطعية لتحديد جلطات الدم أو المناطق المتضررة من الدماغ. والهدف تحديد مدى السكتة الدماغية البسيطة وتحديد عوامل الخطر لإيجاد العلاج المناسب والتدابير الوقائية.
العلاج
عادةً ما يتضمن العلاج الفوري للأفراد الذين عانوا من السكتة الدماغية العابرة، جرعة منخفضة من الأسبرين لمنع تكوين المزيد من جلطات الدم.
ويشمل العلاج الإضافي أدوية محددة تمنع تراكم الصفائح الدموية وتكوين الجلطة، مثل: عقار "كلوبيدوجريل" أو "ديبيريدامول".
وفي الحالات التي يُعتقد أن السكتة الدماغية البسيطة ناجمة عن جلطة دموية ناجمة عن الرجفان الأذيني، يمكن وصف أدوية أكثر كثافة، مثل: مضادات التخثر أو أدوية تخثر الدم التي تستخدم الإنزيمات لإذابة جلطات الدم.
ومع ذلك، يجب توخّي الحذر عند وصف هذه الأدوية بسبب خطر النزيف المرتبط بها.
الوقاية
في حين أن السكتات الدماغية الصغيرة يمكن أن تحدث في أي عُمر، إلا أنها أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا. وغالبًا ما تكون خيارات نمط الحياة، مثل: التدخين، والإفراط في استهلاك الكحول، والنظام الغذائي السيّئ، من العوامل المساهمة في الإصابة بها.
ويمكن أن تؤدي أنماط الحياة التي يتخذها الأشخاص في وقت مبكر من حياتهم، إلى مشاكل صحية لا سيما السكتات الدماغية العابرة، في وقت لاحق من حياتهم، فيما يعد ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم من عوامل الخطر المهمة للإصابة بها.
علاوة على ذلك، يمكن للعادات الغذائية التي تتضمن تناول الأطعمة المصنعة، التي تحتوي على نسبة عالية من الملح أن تسهم في عوامل الخطر هذه.
وعلى مدى العقود القليلة المقبلة، من المتوقع أن تستمر الأطعمة المصنعة في لعب دور مهم في انتشار السكتات الدماغية الخفيفة، او النوبات الإقفارية العابرة.