السيدة ليندا العودات، قصة نجاح ريفية من مدينة اربد
في مشروع (منتجات الموسم)
نيروز- خاص – محمد محسن عبيدات
في كل مكان وزمان، لا بد ان نجد اشخاصا تميزوا
عن غيرهم في حب العمل والوطن والانتماء اليه، كرسوا الكثير من أوقاتهم لصناعة
التغيير والابداع والتميز والنجاح، صنعوا الامل والمحبة في قلوب اسرهم واقاربهم
وأصدقائهم وعامة الناس، أحبوا الناس واحبوهم، يؤمنون بان العيش في الحياة لا يكون الا
في العطاء والانجاز والتعاون والتشارك وحب الخير، قنوعين بكل ما لديهم، وما قسمه الله
لهم، وهم مثال يحتذى بهم وقدوة حسنة لكل انسان يسعى للعمل والبذل والعطاء والتميز
والنجاح ونيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
من
محافظة اربد وتحديدا من منطقة بيت راس، نسلط الضوء على السيدة المربية الفاضلة ليندا
صالح سليمان العودات، قصة نجاح حقيقية في صناعة التغيير والتميز والابداع، وتغيير
الصورة النمطية عن المرأة الأردنية، وذلك من قناعتها بضرورة ابراز دور المرأة
الأردنية الريفية في تحقيق وتطوير ذاتها وصناعة الإنجاز، وإبراز شخصيتها في
المجتمع. والعودات هي من سكان منطقة بيت راس التابعة لبلدية اربد الكبرى ومن
مواليد منطقة المغير اربد، متزوجه ولديها 4 بنات وولد واحد، حاصلة على درجة البكالوريوس
في إدارة الاعمال وتعمل معلمة في مدرسة السابقون النموذجية في منطقة حكما، منذ
سنوات طويلة وما زالت.
العودات
تحدثت لنيروز الإخبارية عن مسيرتها العملية والدراسية وقالت : في بداية الامر كان موضوع
العمل في بيع وشراء الملابس والأدوات المنزلية عبارة عن هواية، وانا في المرحلة
الثانوية في المدرسة ، حيث كنت أقوم بشراء كميات قليلة من الملابس والأدوات
المنزلية المختلفة وابيعها ، وكان الاقبال جيد على الشراء والحمدالله ، واستمريت
في البيع بعد ان انهيت المرحلة الثانوية (التوجيهي ) بنجاح، وتم قبولي في تخصص
إدارة الاعمال في الجامعة، واستطعت ان اساعد والدي في أقساط دراستي الجامعية واوفر
جزء كبير من المبالغ المترتبة على دراستي ومصروفي الشخصي في الجامعة، علما بان
والدي قام فقط بدفع جزء من الأقساط للجامعة لمرة واحدة، وكنت اجمع ما يقارب 500 دينار كل فصل دراسي،
واكملت دراستي والحمد لله بثلاث سنوات ونصف والتحقت في برنامج الماجستير لمدة عام
واحدة، ومن ثم تزوجت، وبعد الزواج تقدمت بطلب عمل في القطاع التربوي الخاص والحمدالله
تم تعيني بعد اجتيازي امتحان القبول والمقابلة الشخصية، وبقيت امارس العمل التجاري
في البيع والشراء بعد ساعات الدوام الرسمي والعطل الرسمية بدون كلل او ملل واقوم
بتنظيم وقتي بشكل دقيق لأنهاء اعمال البيت وتخصيص الوقت الكافي لعائلتي .
وقالت
ايضا: مع مرور الوقت قمت بتطوير الاعمال وصناعة المنتجات المنزلية المختلفة واهمها
المنتجات الغذائية ومنها: الزعتر البلدي، الفطر، اللبنة البلدية، الشطة الحارة،
المقدوس والمكبوس بأنواعه، المخللات انواعها، البهارات المشكلة وا..الخ ،باختصار
كل منتجات الموسم من بداية السنة وحتى نهايتها، تصنع المنتجات الغذائية اول بأول
وتباع بكميات جيدة والحمدالله، ضمن محيط الحي من خلال الأصدقاء والاقارب الذين كان
لهم دور كبير في شراء المنتجات والترويج والتسويق لها بشكل واسع وفي كل مكان، ومع
التقدم التكنولوجي قمت بأنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي باسم (خيرات
الموسم) للترويج والتسويق للمنتجات، وحصدت الصفحة عدد كبير من المتابعين، حيث
تمكنت من خلال الصفحة بيع كميات كبيرة من المنتجات المختلفة لمختلف مناطق المملكة
من خلال خدمة التوصيل المنزلي وحاليا لدي شركة توصيل ، وتباع المنتجات بشكل كبير
داخل محافظة اربد وتحديدا في لواء بني كنانة ، وأيضا تباع في العاصمة عمان ، ومنها
يباع الى دول الخليج والولايات المتحدة الامريكية عن طريق الأصدقاء والمعارف
المغتربين هنالك، وهذه المنتجات تباع بأسعار مناسبة لأصحاب الدخل المحدود، وتصنع
بمواد ذات جودة عالية وبإتقان، وهذه الأمور ساهمت بشكل في عملية استقطاب زبائن من
مناطق المملكة وخارجها ، فالعمل الجيد يتحدث عنه الناس فيما بينهم، وبذلك يزيد
الطلب على المنتجات وخاصة في المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية.
وأضافت
العودات: اثناء مسيرتي في صناعة المنتجات المنزلية، كان أكثر شخص يدعم عملي هو
والدي وعند الزواج كان زوجي رغم ان الأمور الاقتصادية للمنزل كانت جيدة ولسنا
بحاجة، الا ان الموضوع ليس مادي، ولكن الهدف الأسمى هو ان أكون سيدة منتجة وناجحة
في حياتي واعتمد على نفسي، وانا لدي ثقة كبيرة بان المرأة قادرة على البذل، والعطاء،
والانجاز، والنجاح. وأيضا كان لمديرتي الفاضلة السيدة تسنيم الزعبي الدور الكبير
والهام في التحفيز والتشجيع والدعم المستمر بمواصلة العمل والانجاز، واليوم كما
تشاهد الجميع يساندني وعلى راسهم مديريتي الفاضلة تسنيم الزعبي والمدير الإداري
للمدرسة الأستاذ عصام الطويل وزميلاتي وطالباتي بالوقوف جنبي اثناء مشاركتي في
معرض ايادي اربد الذي يقام في موقع ابيلا الاثري، وهذا له أكبر الأثر في نفسي
ويزيد من حماسي واصراري على النجاح الدائم والتميز ان شاء الله.
المربية
الفاضلة تسنيم الزعبي، اشادة بالجهود الكبيرة والمتميزة التي تبذلها السيدة
العودات اثناء عملها في المدرسة وعلاقتها مع زميلاتها التي تميزت بالمحبة
والشفافية والمصداقية والأمانة في التعامل والكلمة الطيبة والابتسامة الجميلة التي
لا تفارق محياها بالإضافة الى انها من النوع المثابر والمبتكر التي تقلب في
التجارة ففي كل مرة نوع وصنف جديد وتسويق جديد، والان تبذل جهود مضاعفة من خلال
الترويج والتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة واهمها الفيس بوك،
وانستغرام، الواتس اب، وغيرها، وكانت تسوق منتجاتها أيضا داخل المدرسة في أوقات
محددة وتباع بشكل جيد، وكنت احرص كل الحرص على تقديم كل اشكال الدعم لها ، كون ما
تقول به يعد قصة نجاح حقيقية للسيدات المثابرات الرائدات في اعمالهن ، فالأردن
يستحق ويحتاج ان تكون المرأة صناعة الإنجاز والتنمية الشاملة .
وكالة نيروز الاخبارية تحرص كل الحرص على
دعم اولئك الاشخاص وتسليط الضوء عليهم وذلك تكريما للجهد العظيم الذي يقومون به
وتشجيعا لهم على مواصلة مسيرتهم الحافلة بالإنجازات لخدمة الوطن والمواطن. ومثل هؤلاء
نرفع قبعاتنا تقديرا لهم وتنحني هاماتنا احتراما لجهودهم، ونتضرع لله بأن يديم عليهم
وأسرهم الكريمة الصحة و العافية ما أبقاهم ويمتعهم بأسبابها، إنه نعم المولى ونعم المجيب.