قال المصور الصحافي العالمي "مويسس سمعان"، إن انخراطه في تغطية الصراعات العسكرية والحروب خلال عمله الصحفي جعلته يعيد اكتشاف ذاته والنظر بموضوعية وإنسانية الى هذه الصراعات وما ينتج عنها من ضحايا مدنيين.
وبين المصور الصحافي ذو الأصول الكولومبية والذي عمل في كبرى الصحف الأميركية في نيويورك في محاضرة ألقاها مساء أمس الاثنين في المركز الثقافي الأسباني بعمان (ثيربانتيس)، بحضور السفير الأسباني في الأردن ميغيل دي لوكاس، أن ما يقوم به من عمل صحفي مصور هو توثيق وتمثيل بصري للحروب والصراعات العسكرية والتناقض الذي يتم اكتشافه مع الخطابات السياسية التي تطلقها بعض الدول الغربية.
وتحدث المصور سمعان في المحاضرة التي نظمتها السفارة الأسبانية و"المركز" وأدارها مدير "ثيربانتيس" خوان فيثنته بيكيراس، عن مسيرته منذ هجرته إلى كولومبيا وانتقاله للدراسة والعمل في ولاية لوس انجليس في أميركا، وبداياته في التصوير الفوتوغرافي أثناء متابعته الدراسة في الجامعة.
وأشار الى أن انطلاقته الأولى في عالم التصوير الفوتوغرافي الصحفي خلال انتفاضة السكان الأصليين في منتصف تسعينيات القرن الماضي بالمكسيك ومن ثم انتقاله للعمل في إحدى كبرى الصحف الأميركية في نيويورك "نيوز داي".
واستعرض تجاربه في تغطية الحرب في كوسوفو عام 1999، لافتا الى المقابر الجماعية والصور المروعة التي شاهدها والتقط صورا لها.
وقال إن تجربته في كوسوفو تركت أثرا بالغا في أعماقه ما دفعه لأن يكون مصورا للحروب والصراعات والنكبات وتوثيق هذا النوع من الأحداث التي أكثر ما تنعكس سلبا على المدنيين العزل من أطفال ونساء وكبار السن .
وتحدث عن تجربته في التغطية والتصوير في مدينة جنين بفلسطين عام 2000 حينما كان يعمل على مشروع يتعلق بالانتفاضات الفلسطينية .
كما تحدث عن تجربته حينما ذهب الى العراق عام 2002 حيث شهد الحرب عليها عام 2003 فقام بتغطية القصف الأميركي الشديد واحتلال العراق وما نتج عن ذلك من أحداث مأساوية أصابت الشعب العراقي .
وفي هذا الإطار لفت الى أن تجربته في العراق التي استمر لعدد من السنوات أثارت في نفسه شكوكا حول دوره فيها لا سيما أنه كان يعمل في صحيفة أميركية لم تكن تنشر كل صوره التي توثق للجرائم الأميركية لا سيما في سجن أبو غريب.
وأكد أن الموضوعية مهمة في عمله وأنه كان يبحث عن الحقيقة، مبينا انه على أثر ذلك ترك عمله في تلك الصحيفة، ومنذ تلك اللحظة تغيرت نظرته إلى الحرب وبدأ يبحث عن موضوعية السياق السردي الذي يربط الأحداث والمدنيين العالقين في الصراعات العسكرية والحروب.
وأشار إلى أنه على إثر ذلك التحق بوكالة "ماجنوم" للتصوير الصحفي والتي تبرز الجوانب الإنسانية وضحايا الصراعات العسكرية والحروب من مدنيين عزل.
كما استعرض تجربته في بعض الدول العربية خلال ما اطلق عليه "الربيع العربي"، وتناول تجربته في العراق عام 2014 مع ظهور عصابات داعش الإرهابية.
وأكد المصور الفوتوغرافي سمعان الذي يشارك في عدد من أعماله حاليا بمهرجان الصورة في عمان، في ختام محاضرته التي صاحبها عرض على بصري لاعماله على "الداتا شو" أهمية الصورة في التعبير عن الذات.
وكان السفير الاسباني في مستهل المحاضر ألقى كلمة نوه فيها بأعمال "سمعان" وأنه يقدم صورا تحمل في مضامينها دلالات إنسانية عميقة.
--(بترا)