بالتزامن مع مناورات نووية في روسيا، تعتزم الولايات المتحدة إطلاق صاروخين باليستيين عابرين للقارات، وهو أمر يراه محللون دليلا على أن التوتر بين الغرب وموسكو بلغ أشده، خاصة بعدما سمحت واشنطن لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أراض روسية.
وقالت وزارةُ الدفاع الروسية، قبل أيام، إن قواتها بدأت المرحلة الأولى من مناورات عسكرية، تتضمن تدريبا عمليًّا على تجهيز الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، ردًّا على تصريحات لقادة غربيين تراها موسكو عدوانية وتتعلق بنشر قوات غربية في أوكرانيا.
في غضون ذلك، أعلنت قاعدة فاندنبرغ الجوية الأمريكية أنها بصدد إطلاق صاروخين باليستيين عابرين للقارات من طراز "مينتمان 3"، وذلك بالقرب من القاعدة الجوية خلال الأسبوع الجاري.
"توتر مرتفع"
ويقول الباحث في الشؤون العسكرية أنطون تكاتشينكو، ، إن "العالم يسير إلى مرحلة جديدة عنوانها التوتر المرتفع، فما كان سائدا حتى عام 2022 انتهى تماما، ومعالم المرحلة القادمة باتت تظهر بعنوان الردع النووي".
وحمل تكاتشينكو مسؤولية هذا التوتر إلى "الدول الغربية التي لم تعط مجالا للحوار حين كان الخلاف الروسي الأوكراني سياسي"، منوهًا إلى أن "موسكو لطالما حذرت من توسع الناتو شرقا وسياسة احتواء روسيا تخترق كل الاتفاقيات وتنهي مرحلة الحرب الباردة".
ويرى أن "الغرب اعتقد للحظة أن الروس عاشوا الرخاء بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ولم يعودوا قادرين على التهديد أو الحرب، لكنه كان مخطئاً جدا".
وقال إن " الأمر بسيط جدا والقضية غير معقدة في أوكرانيا، فمن حق روسيا أن تحمي أمنها القومي لكن الغرب أراد عكس ذلك بل استمر بالتهديد والوعيد، واليوم يعطي الضوء الأخضر لكييف لضرب الأراضي الروسية بسلاح غربي. ماذا يريدون من روسيا أن تفعل؟".
أكبر من حرب باردة"
في المقابل استبعد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية رومان غورشكوف، أن "يذهب العالم إلى حرب نووية"، وأضاف أن المرحلة المقبلة "أكبر من حرب باردة وأقل من حرب نووية".
ويرى غورشكوف أن "الأمور تشير إلى صدام مباشر في أوكرانيا لكن ضمن المفاهيم العامة، من دون التحرك للوصول لمرحلة الحرب النووية".
وقال إن "الغرب أعطى الضوء الأخضر لأوكرانيا لضرب الأراضي الروسية بأسلحته، ويأتي ذلك ضمن دائرة "لا صدام مباشراً"، وفي المقابل لدى روسيا بنك أهداف غربية ضخمة جدًّا في أوكرانيا، ورغم ذلك لم تستهدفها حتى الآن لأنها لا تريد التصعيد".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة حاولت استنزاف روسيا في أوكرانيا لـ"إنهاكها" ثم التوجه إلى المفاوضات، واستدرك: "لكن روسيا خرجت عن التوقعات وأدخلت الولايات المتحدة والغرب نفسه في حرب الاستنزاف هذه".
وتابع : "لذلك يظهر الغرب غاضبا، ويريد تغيير قواعد اللعبة لكن مع مراعاة عدم الاقتراب من السلاح النووي أو المواجهة المباشرة، وما يظهر من مناورات أو اختبارات لصواريخ نووية يدخل في خط الرسائل المتبادلة لفرض قواعد هذه اللعبة الجديدة".
وختم: "رغم كل التوتر ما زالت الدول العظمى قادرة على احتواء هذا التصعيد، لكن العالم كله يقف على شفير تفجر الأوضاع، وإذا لم يكن هناك قرار عقلاني دولي فالقادم سيكون خطيرًا جدًّا". وكالات