مرة أخرى تشتعل شرارة ثورة الفلاحين بعد أن قطع مزارعون أوروبيون الحدود والمعابر بين إسبانيا وفرنسا بجراراتهم الزراعية، وذلك في تصعيد جديد لمظاهراتهم واعتصاماتهم التي بدأت قبل نحو 4 أشهُر.
ونسق المزارعون في البلدَين الأوروبيَّين تلك الخطوة، التي شارك فيها نحو 3 آلاف مُزارع من البلدين؛ إذ شوهدت صفوف من الجرارات الزراعية تقطع الطريق السريع بين إسبانيا وفرنسا، وتشل الحركة المرورية تمامًا.
مَطالب متكررة
وجدَّد المزارعون والفلاحون مطالبهم بتخفيض كلفة أسعار الطاقة، واحترام البنود التي تفرض تطبيق المعايير البيئية على المزارعين في الدول الأوروبية وغير الأوروبية. كما أنهم يحتجون على زيادة الضرائب على الديزل والمعدات الزراعية، وسياسات حظر المبيدات الحشرية؛ ما رفع من تكاليف الإنتاج والتشغيل؛ وتسبَّب بالتالي في ارتفاع أسعار المنتجات والبضائع.
ويحتج المزارعون والمنتجون المحليون على الخطط الحكومية التي أدت إلى خفض أسعار الحبوب الأوكرانية المتداولة في الأسواق الأوروبية، ودعم استيرادها، وإلغاء الرسوم اللازمة عليها. كما يندد المحتجون كذلك بالخطط الحكومية الهادفة إلى استيراد المزيد من لحوم الأبقار البرازيلية والأرجنتينية؛ ما يضعهم في مواجهة منافسة غير عادلة مع تلك المنتجات التي تغرق السوق بأسعار رخيصة؛ لانخفاض تكاليف الإنتاج.
كما تعرَّضت سياسة التجارة الحرة إلى وابل من الانتقادات؛ إذ تقول النقابات إنها تسمح بدخول واردات بأسعار رخيصة وبعيدة عن المعايير المطلوبة التي يتبعها المنتجون المحليون.
وكررت الخطوة الحالية لقطع الطرق بالجرارات المطالب نفسها التي ثار المزارعون من أجلها قبل أشهُر قليلة، ولم يجدوا لها حتى وقتنا هذا آذانا مصغية.
ويعود سبب تحرُّك المزارعين في هذا التوقيت خاصة لقرب إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي التي تنطلق في 6 يونيو الجاري؛ إذ سيُدعى نحو 360 مليون ناخب في مختلف دول الاتحاد الأوروبي لاختيار 720 عضوًا بهذا البرلمان؛ وهو ما استدعى تحرك المزارعين في محاولة منهم للضغط والتأثير قبيل إجراء تلك الانتخابات.