تأخذ الحياة من الكثير اسباب العيش الرغيد ونقص الدخل والحرمان من تلبية الاحتياجات الرئيسية والفقر اول واقوى انتهاك لكرامة الانسان عندما يجعله ذليلاً يشعر بالعجز التام امام المرض وتهيئة متطلبات العيد وامنيات تنمو داخل روحه يرغب في تحقيقها تذبل الامنيات مع الوقت ليكتفي ككائن حي يسعي لسد احتياجاته من المأكل والملبس وتأمين قوت يومه والفقر ايضا اعلى درجات الاعتداء على حقوق الانسان ان كانت لمجتمع كامل يعاني من تدني الوضع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي نتيجة فلة موارد بلده أو سوء استخدام هذه الموارد أو عدم وجود خطط تنمية مستدامة للنهوض بواقع الانسان ورفع كفاءته وحماية وجوده من كل اسباب الذلّ..
صور مؤلمة لطفل لا يعيش طفولته يتحول الى متسول في الطرقات يحاول بشتى الطرق استجداء عطف الغير للركون الى حاجته أو لامرأةٍ تفترش الطرق لبيع ما ليس له قيمة درءاً لخطر الجوع عن اطفالها أو عجوز طاعن في السن يجلس على رصيف يحمل بيده قطعة رغيف يثير الاسى في النفوس ويجعل المرء يلعن الاقتصاد والسياسة وكل كتب ضبط النفس والتحاور مع النفس بالرضا بحالة الكفاف والحرمان التي فُرضت عليه من زمن اصبح المعيار فيه بعيداً عن مضمون العدالة الاجتماعية .
واذا طال الزمن على هذا الفقير تراه يلجأ الى طرق احتيالية أو ارتكاب الجرائم في التنفيس عن ما يشعر به وعدم تقديره وضبطه للسلوك وافتقاده الى ابجديات حماية النفس من الزلل.
كل هذه الامور لو تجاهلتها الحكومات تكون قد رسمت صورة قاتمة لشعب وليد اختار الحياة بكرامة لكنه لم يجد فرصة للعمل أو التوظيف أو حتى التمتع بمزايا شهادته العلمية التي اغتيلت على يد من رسم السياسة بسوء نية أو تمدده ليكون خادما لخطط لا تخدم مصلحة شعبه بالمقابل يكون يداً سارقة لخيرات بلاده ووضعها في جيوب الغير وهذه الوان السياسة السائدة مثل ما موجود في نظام البحر السمكة الكبيرة تلتهم من اصغر منها والدول الكبرى تسعى بشتى الطرق ترك الشعوب فقيرة معدمة محطمة مفككة لكي تنقطع عن التفكير وهي تسرق خيرات البلدان وتصنع الحروب وتصطنع الازمات وتشتري الخونة تدسهم كما اسم في العسل والنتيجة الانسان هو وامتداده من الصغار والاسرة كلها عاجزة عن توفير ما يسد الرمق ويبقى الة عاطلة لا يمكن الاستفادة منه لعدم صلاحيته وعجزه وصعوبة حالته المعيشية ككل .
كل المنظمات الانسانية والحقوقية تعجز بعض الاحيان الى اعادة الابتسامة على وجه من عانى الحرمان من مخالب الزمن لان ذلك يصدر من خلجات النفس الآمنة المطمئنة معبرةً عن سعادة تامة الاركان .