إمكانية اعتبار حب السلطة والكرسي والمنصب أحد أنواع الاضطراب الوُهامي (الضلالي)، وإضافته في الإصدار القادم للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.
وهو من وجهة نظري قريب جدًا من وهم العظمة: Grandiose، حيث يقتنع المريض بأن لديه مواهب عظيمة أو أنه اكتشف بعض الأشياء الهامة جداً.
أعراض هذا الإضطراب :
يتعلق هذا الاضطراب بالأشخاص الذين كانوا في منصب أو سلطة وكأن مستوى أدائهم متوسط أو دونه، فهم أشخاص عاديين وصلوا إلى هذا الموقع بطرق متعددة ولكنهم لم يكونوا الأجدر على الإطلاق ، وقد يخلقون أزمات معينة أثناء وجودهم في المنصب، وعند إحالتهم إلى التقاعد أو إعفاءهم من المنصب يمرون بمراحل الحزن المتمثلة الإنكار أو الرفض، و الغضب، و المساومة وهي محاولة ذاتية من الشخص للتأقلم مع الموقف، و الاكتئاب، والقبول.
أبرز ما رصدته لهؤلاء الأشخاص :
1- البقاء والعيش في حقبة الماضي والانفصال التدريجي عن الواقع الجديد .
2- استغلال أي مناسبة إجتماعية للحديث عن انجازات وبطولات قد تكون وهمية أو قد تكون واقعية لكن ليست من إنجازه هو.
3- إتهام العديد من الجهات أو الأشخاص الذين نسجوا له الخطط لعزله او تقاعده أو تحييده.
4- الترويج لنفسه بأنه المنقذ الوحيد لذي لديه العصا السحرية لتطوير مؤسسته.
5- التقليل من شأن الأشخاص الذين قدموا إنجازات حقيقية بطرق متنوعة كمحاربة شخصه أو إنجازه أو سيرته.
6- السعي الدائم للظهور وكأنه يحاول إيصال رسالة أنني مازلت موجود وقادر على العطاء ، والبعض يسلك طريق المعارضة من أجل لفت الإنتباه.
7- قد يبدأ بسرد وانتهاك وفضح أسرار العمل .
بالرغم من إحتمالية وجود من يقع عليهم الظلم والخطط والمخططات السوداء إلا أنني أتحدث عن الأشخاص الذين كما أسلفت كانوا عاديين وليسوا من أصحاب الإنجازات والحلول المبتكرة والتفكير خارج الصندوق.
والحقيقة وراء كل هذه الأوهام فقدانه لبعض الإمتيارات التي كان يحظى بها، وفشله في التكيف مع واقعه الجديد . وهذا يعني أنهم بحاجة لمساعده نفسية ليتمكنوا من تحقيق التكيف الذاتي مع الصراعات الداخليةوبالتالي التكيف مع عالمهم الخارجي. وهم بصراحة فئة لا يستهان بها من أبناء المجتمع .
حتى أن بعض الأشخاص الأصحاء يمكن أن يحملوا آراء عالية بشكل غير معقول عن أنفسهم. ولكن على عكسهم، فإن الشخص الذي يعاني من هذا الإضطراب يكون مقتنعًا بشكل لا يتزعزع بأن أوهامه صحيحة.