قبل ثلاثة اشهر قبلت دعوة عاجلة عزيزة لحضور مؤتمر دولي في سلطنة عمان تحت شعار التحول الرقمي في ظل رؤية عمان لعام 2040 برعاية وزيرة التعليم العالي. العالم قد تغير والجميع يسعى للتحول الرقمي لما فيه من ايجابيات المرونة وفتح الأسواق الخارجية وسهولة التواصل المباشر وينمي الاقتصاد الوطني وتفخر سلطنة عمان بانهم تقدموا على الدول العربية بتبني أمن المعلومات وحمايتها منذ سنوات طويلة.
لقد كانت الزيارة الاولى التي تشرفت بها لهذا البلد العربي الإسلامي الذي تشعر بخيره العميم في كل الزوايا وأزقة المدن وتظله سحب السماء وتلمس الخضرة اينما ذهبت في عاصمتها الجميلة ففي كل مكان اشجار وارفة ومساحات خضراء وهذا الاهتمام مردة للتخطيط المبكر حتى اصبحت هذه البلاد لوحة جميلة يزينها الإنسان العماني الخلوق والمثقف قبل مبانيها الجميلة البيضاء.
وصلت مسقط عاصمتها الرائعة في الصباح ولمست الهدوء والترحاب غير المعهود في دول اخرى عندما يستقبلك الموظف المسؤول في المطار ويبادرك بالتحية اللطيفة مبتسما ويشجعك ان تمضي اوقاتاً جميلة في بلده الرائع النظيف التي لها تاريخ عريق ومتوغل في القدم لان العائلة الحاكمة حماهم الله هي من اقدم العائلات التي ما زالت تحكم في العالم والذين دام حكمهم مئات السنين، فنعم الشعب شعبها ونعم القيادة قيادتها.
كان جلسات المؤتمر شيقة وزادت اهميتها بحضور معالي اخي الدكتور معن القطامين لهذا المؤتمر والذي امتع العمانيين بمداخلاته المتعددة على مدار عدة ايام وحضره نخب من اصحاب الاختصاص والمسؤولين وما ادهشني صمتهم عندما يتحدث الآخرين وإذ بك تلمس رحيقا من الادب في الخطاب والسلام والتحية فسلام على اهل عمان وكل ما فيها .
من بين قصص الايام الجميلة التي حدثت معي وجدت في مسقط سيستخدمون تطبيق وطني لخدمة نقل السيارات فسجلت في التطبيق واستخدمته بعد الظهر عدة مرات والغريب ان نفس السائق العماني ياتي في كل مرة اطلبه وقلت الامر فيه غرابة لكنني مسرور بمعرفته وثقافته وطيبته كسائر اهل عمان لانه اصبح صديق مستمر بعد ثالث مرة طلبته لإيصالي فقد كان منزله مجاورا للفندق الذي أقيم به وبحالة الطلب يكون هو الأقرب للاستجابة لهذا الطلب وكان الحساب نقدا ويصر اخي السائق ان يعيد الباقي ولو قليل في ظاهرة ملفة لم اجدها في العالم ! .
في اليوم الثالث ذهبت لزيارة جامعة السلطان قابوس والتقيت نائب الر ئيس البروفسور سالم الحارثي وشدني الود اليه نتيجة الاستقبال والضيافة الكريمة وبان هذه الجامعة من أكرم الجامعات عالميا مع طلابها فالسكن ووجبات الطعام ومخصصات الطالب وقاعات التدريس وأقسام التخصصات كل هذا يجعلك على يقين بان في هذا البلد العطاء ليس له حدود واكتشفت خلال عدة ايام من زيارة سلطنة عمان انني كونت صداقات كثيرة من ابناء هذا الشعب العربي الأصيل الذي تطفو عليه صفات التواضع والثقافة والنظافة.