أردنيون، تقدميون ورجعيون، متدينون وعلمانيون، ينطلي عليهم نظام الملالي الإيراني الشمولي الثيوقراطي، الذي بموافقته تمكنت القوات الأميركية من غزو واحتلال وتدمير العراق، وقتل عشرات الآلاف.
في آب 1985 اتفق نظام الملالي الإيراني، ونظام الحاخامات الإسرائيلي، والشيطان الأكبر، فأبرموا صفقة إيران غيت، التي باعت إدارة الرئيس ريغان، بموجبها إلى ملالي إيران، أسلحة متطورة بوساطة نظام الحاخامات الإسرائيلي، لاستخدامها ضد الجيش العراقي العظيم.
شملت تلك الصفقة ثلاثة آلاف صاروخ "تاو" مضاد للدروع، وصواريخ "هوك" مضادة للطائرات، وقطع غيار طائرات "فانتوم".
تمت الصفقة في باريس، بالاتفاق مع رئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر، بحضور آري بن ميناشيا مندوب "الموساد".
ولاحقا تمكنت قيادات الحرس الثوري وفيلق القدس من اسقاط الدولة في سورية والعراق واليمن ولبنان، وتحويلها إلى بلاد طوائف.
يوجد أردنيون ضد كل السياسات الأردنية الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية. ومع كل السياسات الإيرانية !!
يوجد أردنيون يكتبون فيهاجمون القيادات العربية الرسمية «قلم قايم»، لأنها تخذل الفلسطينيين في معركتهم ضد العدوان الصهيوني. وفي واقع الأمر، هم يضعون النظام الرسمي العربي كله في سلة واحدة، دون تمييز ودون ابراز الموقف القومي الأردني، فيمسون الأردن حين يقولون ان كل الأنظمة من قماشة واحدة.
كأنّ المعادلة المعتمدة عندهم، هي ان حب الأردن الواضح، وإنصافه والإشادة بوقفته مع الشعب العربي الفلسطيني في محنته المتجددة، هو حب منطلق من مصلحة، يلام صاحبه عليها، وأن معاداة الأردن ونظامه، عمل نضالي بطولي يصنف صاحبه مع المعارضين الصلبين شديدي البأس والثبات.
هذه الظاهرة العتيقة البالية كانت سائدة خلال عقود الخمسينات - الثمانينات، فكان الموالون لهذا النظام أو ذاك التنظيم أو تلك المنظمة، يحطون من شأن نظامهم الأردني.
"الأردن كيان هش ضعيف آيل إلى السقوط والزوال" كانت هذه هي معزوفة وحسابات ضعيفي الإيمان بأنفسهم وبوطنهم، سطحيي الانتماء والوعي، الجاهلين بتاريخ الأردن، الذين لا يبصرون عناصر قوته الجبارة المذهلة.
ولم يجد أولئك النفر، قليل العدد كثير «الغثبرة»، تفسيراً أو تبريراً، عندما ظل الأردن شامخاً راسخاً والإقليم من حوله يحترق !!.