"المخزون السياسي لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين -حفظه الله ورعاه- وأثره في الحفاظ على استقرار وتقدم الأردن"
جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قائد يتمتع برؤية سياسية استراتيجية وقدرة على التكيف مع التحديات المعاصرة، مما يجعله حجر الزاوية في استقرار الأردن في منطقة تمزقها التغيرات السياسية والاقتصادية. منذ اعتلائه العرش عام 1999، عمل الملك عبد الله الثاني على تعزيز أمن الأردن واستقراره من خلال تبني سياسات داخلية وخارجية تهدف إلى تعزيز السلام والازدهار، وتتمثل رؤية الملك في تطوير الأردن ليصبح بلداً حديثاً قادراً على مواجهة التحديات الأقليمية والدولية. وقد أبدى جلالة الملك التزاما قويا بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، مؤكدا على أهمية الشفافية والمشاركة الشعبية في صنع القرار، ويعتبر الحفاظ على الاستقرار الداخلي من أهم إنجازات الملك عبد الله الثاني، وعلى الرغم من الاضطرابات التي شهدتها المنطقة خلال العقدين الماضيين، ظل الأردن واحة استقرار بفضل سياسات جلالة الملك الحكيمة.
أطلق العديد من مبادرات الإصلاح السياسي، بما في ذلك التعديلات الدستورية التي تهدف إلى تعزيز الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، وزيادة دور المرأة والشباب في المشاركة السياسية وصنع القرار، كما عمل على تعزيز العلاقات مع مختلف الفصائل السياسية والاجتماعية في البلاد، مما ساعد على تعزيز الوحدة الوطنية.
وعلى المستوى الإقليمي، يلعب الملك عبد الله الثاني دورا رئيسيا في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويلتزم الملك بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين ويعمل على دعم جهود السلام الدولية ، كما يسعى إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي من خلال المشاركة الفعالة في مؤتمرات القمة والمؤتمرات الدولية التي تجمع قادة العالم في الأردن لتعزيز العلاقات والأعمال السياسية والاقتصادية والإنسانية.
بعد السابع من أكتوبر، بدأت الإشارة إلى قيام زعماء العالم بزيارات رسمية وغير رسمية إلى الأردن، عكست هذه الزيارات الأهمية الجيوسياسية والاستراتيجية للأردن في المنطقة. وكان من أهم مخرجات الزيارة القضية الفلسطينية، وهو ما انعكس أيضًا في الاستجابة القوية للقادة، للكارثة الإنسانية والمجاعة في غزة، من خلال إعلانات عدد من الدول الاعتراف بدولة فلسطين، وآخرها مملكة النرويج، ومملكة إسبانيا، وجمهورية أيرلندا. أضافة إلى ذلك، فإن التنسيق الأمني بين الأردن وعدد من الدول يعد من أهم نتائج هذه الزيارات، ومن أمثلة ذلك "استقبال نائب الأمين العام للأمم المتحدة وبحث سبل التعاون الأمني مع نائب المساعد النرويجي"، ونائب الامين المساعد لحلف الناتو وغيرهم الكثير، مثل وزير الدفاع القبرصي ووزير الدفاع الإسباني.
يواجه الأردن تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك البطالة والديون الخارجية واستضافة اللاجئين وفشل المنظمات الدولية في معالجتها. يجب دعم الأردن في تلبية احتياجات اللاجئين مما يشكل عبئا مالياَ على خزينة الدولة. إلا أن جلالة الملك عبد الله الثاني يعمل جاهدا على جذب الاستثمار وتحفيز النمو الاقتصادي. وأطلق الملك عدداً من المبادرات الاقتصادية التي تهدف إلى تعزيز القطاع الخاص وتطوير البنية التحتية، مما ساعد على تحسين الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة. لقد أثبت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قدرته على إدارة الأزمات بفعالية، سواء كانت أزمات إقليمية مثل الحروب في الدول المجاورة (مثل حرب غزة 7 أكتوبر) أو أزمات داخلية مثل تدفق اللاجئين. وتمكن الأردن تحت قيادته من تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين والعراقيين مع الحفاظ على الاستقرار والأمن. يمتلك الملك عبد الله الثاني موارد سياسية هائلة تمكنه من قيادة الأردن بتصميم وحكمة لمواجهة التحديات المتعددة. ومن خلال رؤيته الاستراتيجية والتزامه بالإصلاح، تمكن الملك من تعزيز مكانة الأردن على المستويين الإقليمي والدولي. وفي ظل قيادته، يظل الأردن نموذجا للاستقرار والازدهار في منطقة مضطربة