نيروز الإخبارية : بقلم : محمد عبدالكريم الزيود
بعد خمسين عاما أيقظوك أيها الشهيد ، ولا اعرف إسمك ، ولا من أين تشرب من قرانا الطيبة ، ولكن أعرف أنك شهيد أردني عبر الشريعة مجاهدا مع سربة من صحبك من جيشنا العربي ذات صباح أردني .. سال دمه وهو يضغط على الزناد ، وأخفى دمعه بلثام شماغه عندما خذلهم السلاح والعرب .. أيقظوك اليوم ونفضوا غبار المعركة عنك ، ومسحوا عرق حزيران عن جبينك ، ها أنت تتفقد هندامك وأنت عائد إلى أهلك وربعك .. تتفقد سلاحك ، وتعدّ ما تبقى من ذخيرتك .. فما أتعبكالنوم بجوار القدس وتحت ترابها ، وأنت منذ خمسين عاما وأنت تتكئ على جذور زيتونها ، وتشرب من دمعها ، ضيفا عزيزا عند أهلنا .. ولكن ربما رغبت بزيارتنا وتفقد حالنا المتعب ..وها أنت تعود إلى أهلك من عند أهلك .. من ضفة إلى شقيقتها .. كان أبناؤك يسألون أمهم عن غيابك وأنت تحت التراب ، فتقول لهم تلك الأردنية الصابرة الفخورة : " أبوكم نايم عند أهله" ..
تعود اليوم محمولا على أكتاف زملاء لك ما زالت عيونهم إليكم "ترحل كل يوم" ، والغصة بقلوبهم منذ خمسين عاما .. تعود اليوم وتوقظ الجرح فينا والدمع لم ينشف بعد ..
ذات صباح كانت "سروتك" على عجل مخافة أن تتأخر عن واجبك .. واليوم تعود من إجازتك محمولا ، وأنت الذي حملتنا على دروب الشهادة والفروسية منذ خمسين عاما ..
أخبرنا عن زملائك .. عن هيكل الخريشا ، وصالح شويعر ، وعلي الزيود وفرحان الحسبان و عن كل شهداء جيشنا هناك ... أخبرنا عن جنة سكنتموها بعدما قدمتم ما عليكم تجاه الله والأرض والناس .. وأعتليتم منصة الشهداء ، فما خابت تجارتكم وكسبتم حياة لن تموتوا فيها أبدا .
أهلا بك وأهلا بريحة الشهداء .. أهلا بعيالنا بعد غياب .
.رحمك الله ورحم شهداء الجيش العربي