" يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق "
والسؤال الاكثر الحاحا والحاحا في الحياة هو " ماذا تفعل للاخرين؟!"
عندما تكون على حق لا يمكنك ان تتطرف بما يكفي ، اما عندما تكون على باطل فلا يمكنك ان تكون محافظا بما يكفي - لقد قررت ان اتمسك بالحب ، الكراهية هي عبء كبير جدا لأتحمله -التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الاشرار ، بل صمت الأخيار على ذلك . انه مارتن لوثر كينغ احد ابرز الشخصيات في تاريخ امريكا ، كان زعيما امريكيا من اصول افريقية و من اهم المناضلين والناشطين الانسانيين على مستوى العالم ورجل دين ، ناشط اجتماعيًا اشتهر بنضاله السلمي في سبيل حصول السود الامريكيين على حقوقهم السياسية والمدنية ، وكان هو السبب في
اصدار قانون الحقوق المدنية وقانون حق التصويت ، وطالب بالمساواة بين المواطنين الامريكيين من مختلف الاصول ، والامريكيين من اصول افريقيه والذين تعرضوا للكثير من الظلم وهضم للحقوق التعليمية والاقتصادية والسياسية، حصل على جائزة نوبل للسلام لجهوده المبذولة لدفع الظلم والمناشدة بحقوق الانسان والحرص على تحقيق السلام . وكان اصغر شخص من يحوز عليها انذاك , واعتبر من اهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الانسان. لتأثيره بحياة غاندي بعد ان قرأ كتابته وكتبه فتعلم منها الكثير وبدأ السير على نفس خطواته .
الحرية ليست مجرد كلمة عابره نقولها او كلمة مكتوبة في الكتب والقواميس ، الحرية لها معانٍ تتعدى الوصف والكلام ، الحريه هو الهواء النقي الذي نستنشقه كل صباح وكل مساء، الحرية هي الروح التي تعيش بنا والتي نعيش بها ، الحرية هي حق اساسي من حقوق الانسان يولد معه ويكبر معه ،ولا يحق لأي احد ان يسلبه اياه ما دام لن ولم يتعدى على حقوق الاخرين . فكم من الحروب والنزاعات التي قامت لاجلها، وكم من الثورات والثائرين الذين ضحو بارواحهم للمطالبة بحريتهم وحرية بلادهم وشعوبهم ، ولا يزال ألشعب الفلسطيني يناضل من اجل الحرية ، وكم من الاصوات التي طالبت ولا تزال تطالب بها ، نعم انها الحرية التي لا تثمن بكنوز الدنيا . والحرية هي السبيل لرفعة تقدم اي مجتمع والدول التي تتمتع بالحرية هي الدول الاكثر تقدما ورقيا وحضارة .
وحقوق الانسان متأصلة في جميع البشر مهما كانت جنسيتهم او مكان اقامتهم او نوع جنسهم او اصلهم الوطني او العرقي او لونهم او دينهم او لغتهم او اي وضع اخر .
اسس مارتن لوثر كينغ زعامة المسيحية الجنوبية وهي حركة هدفت الى الحصول على الحقوق المدنية للافارقة الامريكيين في المساواة وراح ضحية قضيته التي عاش من اجلها ، رفض مارتن العنف بكل اشكاله وانواعه وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبرة وحكمته ولطفه وحنكته ومثابرته في رفع الظلم .
ففي عام 1964 م صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الامريكيه وفي العام نفسه اطلقت مجلة "تايم " على مارتن لوثر كينغ لقب " رجل العالم " فكان اول رجل من اصل افريقي يمنح هدا اللقب . ثم حصل في نفس العام على جائزة نوبل للسلام لدعوته الى اللاعنف فكان اصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة . 35 عاما . و لم يتوقف عن مناقشة قضايا الفقر السود وعمل على الدعوة الى اعادة توزيع الدخول بشكل عادل اذا انتشرت البطالة بين الافارقه على ايدي محصلي الضرائب انذاك .
بدأ مارتن لوثر كينغ مشواره التعليمي في مدرسة عامة وكان طالبًا موهوبا ومتفوقا ومن ثم التحق بكلية " مورهاوس ". ومن ثم تخرج منها عام 1948 ومن ثم التحق لوثر بعد ذلك بمدرسة " كروز اللاهوتية " وحصل على شهادة البكالوريوس في اللاهوت ، والتي درس فيها برغبة من رئيس كلية " مورهاوس" الدكتور بنجامين ميس " وهو الاخر عالم لاهوت ويدافع عن حقوق الانسان ومناشد في المساواة العرقية , واكمل لوثر دراسته العليا ونال درجة الدكتورا في علم اللاهوت النظامي في جامعة بوسطن سنة 1953م.
عاش مارتن لوثر كينغ 39 عاما هي من سنوات عمره مدافعا عن قضايا المساواة والحقوق المدنية للمواطنين الزنوج في الولايات المتحدة الاميركية، فاصبح بمثابة الزعيم الابرز المنادي بحقوق الانسان في فترته حتى تم اغتياله على يد احد المتعصبين البيض ويدعى جيمس ارك راي اثناء وجوده في مقاطعة ممفيس الاميركية استعدادا لالقاء احد خطاباته في 4 ابريل من عام 1968 م .
كإن لحياة مارتن لوثر كينغ تأثير كبير على العلاقات العرقية في الولايات المتحدة واصبح بعد سنوات من وفاته الزعيم الافريقي الاكثر شهرة عالميا ، وتكريما لنضاله التاريخي وعمله وحياته ، اعلن في امريكا عن عطلة وطنيه باسمه من كل عام ، وسميت مدارس ومباني عامة باسمه ايضا واقيم له نصب تذكاري جميل . وانا كان لي الشرف بان قمت بزيارة نصب تذكاره واحد مؤسساته هناك عندما كنت في دوره ثقافية متنوعة لحقوق الانسان. في امريكا عام 2008 .
هكذا يخلدهم التاريخ رغم انتهاء حياته في سن مبكرة الا انها كانت حافلة بالانجازات لانه ترك بصمة في تاريخ الانسانية و تحققت رسالته التي كان يدعو اليها انه مارتن لوثر كينغ.