تختلط أفراح الحياة بأتراحها لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين وقفوا أمس الاثنين يراقبون بقلوب محملة بالحزن نتائج شهادة الثانوية العامة التي اعتادوا أن تدخل الفرحة على الكثير من البيوت.
كان الاثنين يوما صامتا في الضفة الغربية بعدما اعتاد الناس لسنوات أن تمتلئ الشوارع بالأغاني والزغاريد، وتحتفي المنازل بنجاح أبنائها في أهم محطات التعليم الأساسي.
لم يجد الفلسطينيون مكانا للفرح العلني بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، فهناك حرب مستعرة على مرمى البصر في قطاع غزة، وطلبة زاد عددهم على 39 ألفا لم يتمكنوا من التقدم لامتحان الثانوية العامة في العام الدراسي الحالي.
خرج وزير التربية والتعليم الفلسطيني أمجد برهم ببيان مقتضب عبر التلفزيون الرسمي معلنا نتائج الثانوية العامة التي وصفها بأنها حزينة في ظل عدم قدرة الطلبة في غزة على التقدم للامتحان.
وفي أروقة منازل الضفة الغربية، بقيت الفرحة منقوصة في ظل ما يحدث على الأرض.
ففي منزل فادية السلعوس في نابلس، التي حققت مجموع درجات 99.3 بالمئة، لم يكن هناك مظاهر للفرح في ظل وضع أمني متوتر ليس في قطاع غزة فحسب، بل في مدينة نابلس نفسها التي تشهد مداهمات مستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقالت فادية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن عائلتها لم تستطع أن تعبر عن فرحتها في ظل عمليات القتل المتواصلة بحق الفلسطينيين وما يحدث في غزة.
وأضافت "رحلتي إلى المدرسة كانت محفوفة بالمخاطر، فأنا أعيش في الجزء الشرقي من مدينة نابلس وهو المكان الأكثر تعرضا لعمليات الاقتحام، كما أن الأجواء الدراسية لم تكن مستقرة نهائيا في ظل الارتقاء اليومي للشهداء وكل هذا الدمار".
وأشارت والدة فادية إلى أن العائلة استقبلت النتيجة في صمت بعدما اختفت كل فرص الفرح رغم الإنجاز الذي حققته ابنتهم.
وقالت "نحن نحتفل بقلوب مثقلة بالحزن".
أما ملك عطا الله، صاحبة المركز الأول في الفرع العلمي بمجموع درجات بلغ 99.7 بالمئة، فقالت إن العام الدراسي كان مرتبكا وواجه الطلبة فيه الكثير من الصعوبات في ظل المداهمات المتتالية لمدن الضفة الغربية.
وأضافت ملك "الوضع الراهن جعل زاوية الفرح ضيقة للغاية وتقتصر على الأهل داخل المنزل".
وقالت ملك، التي قررت دراسة الطب، إن الاحتفال بنتائج شهادة الثانوية العامة لا يشبه الفرح المعتاد "فكل طالب كان يحمل في قلبه غصة على زملائه في غزة الذين حُرموا من هذه اللحظة الفارقة".
وقال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور لوكالة أنباء العالم العربي إن عدد المتقدمين لامتحان الثانوية العامة في الضفة الغربية بلغ 50 ألف طالب، ولم يستطع 39 ألفا من التقدم للامتحان في قطاع غزة.
وأضاف المتحدث أن 450 من طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة قتلوا بنيران جيش الاحتلال.