بقلم: جهاد مساعده
علم التغيير مجال متعدد التخصصات يدرس كيفية تحقيق التغييرات الإيجابية في الأفراد والمجتمعات والمؤسسات. ويُعنى هذا العلم بفهم العمليات النفسية والاجتماعية والتنظيمية التي تُسهم في إحداث التحولات، وتقديم استراتيجيات وأدوات فعّالة للتعامل مع التغييرات والتكيف معها، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي.
(1)
رؤية سمو ولي العهد للعمل التطوعي
إن رؤية سمو ولي العهد تُعدّ عنصراً حاسماً في تحقيق فلسفة التحول والتغيير للعمل التطوعي. فالقادة الذين يمتلكون رؤية واضحة ويستطيعون تحفيز الآخرين يمكنهم من تحقيق التحولات المرجوة بشكل أكثر فعالية.
من هناء جاءت جائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي لتوظف علم التغيير في تحقيق التحول الإيجابي في المجتمع، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي خلال تعزيز الريادة والابتكار، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتقدير الإنجازات، وتعزيز الاستدامة، ونشر ثقافة التغيير، والتواصل الفعال؛ لتسهم في تحقيق تأثير إيجابي ومستدام على المجتمع، وتعزز من روح العطاء.
ومن هنا نرى أن تحقيق التغيير يتطلب فهماً عميقاً للديناميات الاجتماعية والنفسية والتنظيمية، فضلاً عن القدرة على القيادة والتواصل بفعالية لتطبيق مبادئ علم التغيير، وتحقيق تقدم مستدام وإحداث فرق حقيقي في المجتمع.
(2)
علم التغيير والعمل التطوعي
التغيير هو عملية الانتقال من حال إلى حال جديد. ويمكن أن يكون التغيير طبيعياً أو مُخططاً، داخلياً أو خارجياً، فردياً أو جماعياً.
إن توظيف علم التغيير في العمل التطوعي يساعد في وضع خارطة طريق لكل من الأفراد والمؤسسات لزيادة الفعالية في تحقيق الأهداف المنشودة من خلال:
تحديد رؤية واضحة ومشتركة تساعد في توجيه الجهود وتوفير فهم مشترك.
وضع أهداف محددة، وقابلة للقياس تكون واقعية قابلة للتحقيق، وتتناسب مع الموارد المتاحة.
تحليل الوضع الحالي باستخدام أدوات تحليل البيئة الداخلية والخارجية لفهم الوضع الحالي وتحديد جوانب القوة، والضعف، والفرص، والتهديدات.
تحديد الأولويات والتركيز على المجالات التطوعية التي تحدث أثرًا على المجتمع.
تطوير استراتيجيات التغيير خلال وضع خطة اتصال وتواصل فعالة تشمل جميع الأطراف المعنية في التطوع، وإشراكهم في عملية اتخاذ القرار.
إدارة المقاومة، يواجه المتطوعون تحديات أو مقاومة للتغيير، ويمكن التغلب عليها خلال تقديم التدريب للمتطوعين، وزيادة الثقة في قدراتهم، وتوفير الدعم في فهم أسباب المقاومة.
تنفيذ خطة العمل لتنظيم المهام وتحديدها وتوزيع الأدوار بوضوح.
متابعة التقدم ومراقبته بانتظام، وإجراء التعديلات اللازمة في الخطة عند الحاجة.
تقييم النتائج مقابل الأهداف المحددة، ويمكن استخدام أدوات التقييم مثل الاستبيانات والاختبارات والمقابلات وغيرها من أدوات القياس.
بناءً على التقييم، يمكن تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتطبيق التغييرات اللازمة لتعزيز الاستدامة.
إن تسليط جائزة الحسين للعمل التطوعي الضوء على أهمية العمل التطوعي، ودوره في تنمية المجتمع، هو جزء لا يتجزأ من علم التغيير، حيث ساهمت الجائزة في نشر ثقافة التغيير الإيجابي في المجتمع، وتحفيز الأفراد والمؤسسات على المشاركة، وإبراز قصص النجاح والتجارب الملهمة التي اتبعت المنهجيات العلمية في إعداد المشاريع والمبادرات التطوعية وآليات تنفيذها، والحفاظ على ديمومتها، وعملت على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.