لم يستطع العنف عبر عدة عقود ان يقدم جديدًا للمنطقة وللشرق الاوسط ، بل كان عاملًا اساسيا في التأخر الاقتصادي والتقهقر الاجتماعي وانتشار البطالة والفقر مما ادى الى امراض اجتماعية كثيره منها الاجرام والسرقات وقلة الوازع الامني لدى بعض الشعوب ، كل هذه الامور كان بالإمكان تداركها لو ان الدول التي تعيش في المنطقة حرصت على بناءً علاقات تقوم على الاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع المشتركة ،ولو استطاعت هذه الدول ان تعيش ضمن منظومة امنية تقوم على احترام المصالح المشتركة بينها وبين جاراتها لخفت حدة التوتر في المنطقة وكان بالامكان تحويل ميزانيات التسلح وحمى السباق فيه وهذه الميزانيات كما نسمع من اجهزة الاعلام العالمية تأخذ نصيب الاسد من الميزانيات الدولية ، لو كنا جميعًا في امن وسلام لتحولت هذه الاكداس من معدات الموت والدمار الى المصانع والمشروعات التنموية التي تعود بالخير العميم على مجتماعتنا جميعا وبالتالي التخلص من عدو رهيب يلاحق شعوبنا وهو البطالة التي تقود في الغالب الى امور لا يحمد عقباها .
ان القضاء على الظواهر التي تنهك ميزانيات الدول وتحد من تقدمها مثل الحروب والاجرام على مختلف اشكاله وانواعه والوانه ،لا يتأتى الا من خلال رخاء اقتصادي او اكتفاء اقتصادي للحد من تلك الظواهر ، وهذا لا يتأتى ايضا الا بميزانيات تثقل كاهل الدول وتزيد من مديونيتها للبنك الدولي وبشروطه التي تزيد من حدة المشكلة.ولا خلاص من هذا المأزق الا بالسلام القائم على العدل واحترام حقوق الاخرين وحسن الجوار دون محاولات التستر بالسلام وصولا الى الهيمنة الاقتصادية وبالتالي السياسية . أن العلاقات بين دول الجوار يجدر ان تقوم على المصارحة والمكاشفة واحترام الذات اولا ودول الجوار ثانيا ،مع محاولة تناسي او نسيان العدوات والحروب التي استمرت عقودا كثيرة دفع ثمنها المدنيين الابرياء من نساء واطفال وشيوخ ولا يزالون يدفعون الثمن " لان شعوب العالم الفقيره هي التي تدفع الثمن غالبا "، وبناء علاقات تقوم على احترام مصالح الغير وحقهم بالسيادة على اراضيهم .
ان سلاما يقوم على هذه الاسس يدفع بالمنطقة الى الطمأنينة الاقتصادية التي هي بمثابة العمود الفقري لحياة المجتمعات لانها احدى أهم وسائل انتشار الامن مصداقا لقوله تعالى " واطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "، وقد سعى الاردن سابقا ولا يزال يسعى بقيادته الحكيمة ورصانته وحسن تدبيره بتقريب وجهات النظر المتباعده وبذل الجهد والوقت والمال . ويسعى جاهدا لسلام يقوم على العدل في المنطقة لان لا حياة مستقره دون الوصول الى سلام شامل وعادل لجميع الشعوب على هدا الكوكب .
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه لكم ! ايهما اكثر نفعًا للشعوب الحروب ام السلام ؟!