تُعد بيوت الثلج، أو ما يعرف بـ"الإيغلو"، مثالًا حيًا على براعة شعب الإنويت (الإسكيمو) في التكيف مع الظروف المناخية القاسية التي يعيشون فيها. تقع هذه المساكن في أقصى شمال الكرة الأرضية، حيث تصل درجات الحرارة الخارجية إلى مستويات قاسية قد تصل إلى -45 درجة مئوية.
ورغم البرودة الشديدة في الخارج، تتمتع بيوت الثلج بقدرة فريدة على الحفاظ على دفء سكانها. فعند إشعال نار صغيرة داخلها، يمكن أن تحافظ على درجة حرارة داخلية تصل إلى 16 درجة مئوية. يحدث ذلك بفضل الطبيعة العازلة للثلج؛ حيث يقوم الجليد الذي يذوب من الداخل بتشكيل طبقات جديدة من الثلج من الخارج، مما يساهم في الحفاظ على استقرار الحرارة.
ومن المدهش أن هذه البيوت يمكن أن تحتفظ بحرارة تصل إلى 10 درجات مئوية حتى بدون إشعال نار، وذلك باستخدام حرارة الجسم فقط. وقد أتقن الإنويت بناء هذه البيوت بحيث تكون مريحة وآمنة في بيئة غير مضيافة، مما يبرز قدرتهم على الابتكار والعيش في أقسى الظروف الطبيعية.